2

282 17 2
                                    

.

الشيئ الذي لن يفهمه هذا العالم انني لست مستعدة لمجاراته، لست مستعدة لخوض معارك معه، انا متعبه، متعبه واحتاج شخصاً ما ينقذني من التعب هذا

شخصاً ما يقول لي انني هنا بجانبكِ دون ان يجعلني ابكي عليه او علي، شخصاً ما يحبني ويقدم لي كل ما احتاجه دون ان يسأل اي سؤال او يطلب اي طلب كبير او صغير

انا احتاج هذا النوع من الاهتمام والحب في حياتي، احتاج ان ارمي نفسي بحضن يحتويني، شخص يتقبلني ببؤسي وبكوني شخص غير قادر على اعانة نفسه ونسيان ماضيه

وانا لن اجد شخصًا يشبهها، لن اجدها مجدداً، كانت هي تحبني دون مقابل وضحت لأجلي بالكثير والكثير حتى نفسها وانا ناكرة الجميل لا زلت يائسة ومكتئبة كأنني اخبرها الان ان محاولاتكِ كانت دون فائدة وانا احتاجكِ مجدداً او احتاج شخصا يشبهكِ

في كل الاحوال انا احتاجها فقط...

كل يوم في الصباح افكر بنفسي، افكر بما انا عليه وهذا الضعف اللعين الذي انا به!
انا ضعيفة جدا لدرجة انني لا استطيع مساعدة نفسي للنهوض من الفراش في كل صباح

عندما كنت مصابة بالاكتئاب قبل اكثر من ثلاثة عشر سنة، كنت اعتقد انها فترة مؤقتة وستزول وسأنسى؛ لكن الامر تضخم اكثر من السابق، لقد مضى عمراً وليس مجرد سنوات

لقد عشت فوق عمري اعماراً ولم ينتهي هذا الالم بداخلي! ربما الحياة قاسية علي انا فقط، ربما لم يحبني الرب مثلما احب اخوتي

اخوتي اللذين يكافحون هذه الحياة، احدهم اصبح مشهوراً والاخر طبيبا والاخر مهندساً وعسكرياً واختي اصبحت صحفية وام مثلما حلمت

انا الوحيدة التي ظلت طريقها...
اجلس بظلمة شقتي المهترئة وانازع احزاني وامراضي الجسدية والنفسية
ذبل كل ما في، جسدي وجهي وجمالي وداخلي، لقد اصبحت ممزقة، مهشمة، محطمة

هذه الكلمات لم تعد كافية لوصف بشاعة ما انا عليه، لقد كنت فقط بحاجة لمن يهتم بي ويخبرني بحبه لي واهتمامه بأمري، ان يخبرني "لا بأس انها فترة مؤقته وستزول وانا بجانبكِ لا تحزني، امسكِ بيدي ولنذهب معاً نشاهد النجوم سوياً وان لم تشعري بتحسن حدثيني عن ما يدور في ذهنكِ ولنعالج الامر سوياً...

كنت فقط احتاج هذه الكلمات البسيطة في بداية الامر، كنت احتاج هذا لأشعر بتحسن لكن كان كل شيئ ضدي حتى بت اسبب الاذى لنفسي لأموت لكن الموت لم يرغب بي ايضاً!

وايقنت حينها ان علي التحمل والعيش مع المي هذا، المي المكتوب لي وتقبل قدري

حتى حينما تبرت مني والدتي لم اشعر بهذا الحزن مثلما حزنت على رحيلها عني، كانت اكثر شخص يهتم لأمري وتدهورت احوالي من بعدها لدرجة انني لم اعد ارى شيئاً في عالمي سوا ذكراها

لقد سأمت مني حتى الروح التي انجبتني، لقد سأم هذا العالم مني وانا سأمت من نفسي، يا ترى من سيتقبلني وانا انازع نفسي كل ليلة وكل يوم؟ من يستطيع حبي وانا نفسي حتى لا احبها!

اتمنى ان ينتهي هذا العالم او انتهي انا...
اريد ان اشعر بالسعادة مثل الاخرين
هذه امنية بسيطة اريدها من الرب.

-

نِزَاع حيث تعيش القصص. اكتشف الآن