6

141 19 0
                                    

.

فتحت الباب ونظرت لها بعيناي الدامعة المتورمة وخداي المبتلة

"آنديلا" هي بصوتها الهامس قالت وانا شعرت بهجوم من المشاعر، هل هذه حقاً فلوريدا ام انني احلم!!

حاولت ان انطق حرفاً لكن شفتاي ترتجف وهي تنظر الي بنظرات مصدومة

"كيف حالكِ؟" سؤالها هذا جعلني انهمر بلبكاء، جعلني اغرق في بؤسي

وسعادة تغمرني مع القلق والخوف، اخشى ان لا تكون حقيقية مجدداً، اخشى ان تكون حلم من احلامي وتغادرني بعدها...

ان هذا حشد كبير من المشاعر في داخلي لكنني رميت نفسي بأحضانها وهي لم تتردد وعانقتني

حينها شعرت انها حقيقية، حينها فقط صدقت ان هذه هي لورد وردة عمري الذابلة قد عادت كما توقعت

عناقنا كان طويلاً وانا استشعرت انفاسها ولمساتها ودقات قلبها

شعرت بالحياة بعد موتي، اردت ان اقبلها وان اخبرها عن كل السنوات الي مرت بدونها

شعرت بحماس شديد لا احد يمكنه ان يتخيله!

ابعدت جسدي عنها رغم انني لا اريد، نظرت لوجهها وابتسمت بين دموعي وهي ايضاً ابتسمت ورأيت عينيها تتلألأ بالدموع

اغلقت الباب وسقطت باكية امامها
بكيت لشدة فرحي، لم يكن لدي أمل كبير انها ستعود وفي هذا الوقت

انا اسامحها على ما فعلته بقلبي ما دامت الان امامي على قيد الحياة

.

جثث على ركبتيها امامي ومسكت وجهي ثم برفق مسحت دموعي واقتربت من خدي مقبلة اثر تلك القطرات اللعينة

ضحكت وبلعت ريقي اما هي قالت بصوتها العذب "آنديلا انا اسفة"

"لا لورد، ارجوكِ لا تفعلي هذا بقلبي مجددًا، لورد اشتقت لكِ" انهمرت دموعي وصوتي يرتجف وصدري يعلوا ويخفض، سحبتها لحضني وانا اردد كلماتي وبكائي هو كل ما يسمع في الصالة

"لورد" نحيبي وشهقاتي هي تسمعه واخيراً! تسمعني وانا انادي بأسمها! ها قد التقيت بها في ليلة والقمر بارز والثلوج تهطل بقوة

التقيت بوردتي في شتاء ٢٠٠٢ في بدايته!

رباه من كان يتوقع هذا!

"آنديلا لقد كنت مريضة لسنوات طويلة لم استطيع لقاءكِ" هي اردفت مبتعدة عني وملامح وجهِها الباكية ألمت قلبي

"لقد كنت اتوق لرؤيتكِ" اضافت لحديثها السابق وانا بلعت ريقي ومسحت دموعي

"لقد كدت اموت من شوقي لكِ، لقد كدت اموت حقاً وشهد العالم على حالي الا انتِ، الا انتِ لورد!"

كل ما اريد ان اتوقف عن البكاء لا استطيع، يزداد سوء حالي، انا اعتذر لورد، اردت ان التقي بكِ وانا ارتدي فستان احمر، ذات اللون الذي كنتِ تحبينه بكل درجاته

"دعينا ننام الان ونتحدث غدا، ما رأيكِ؟" اردفت هي وانا اومأت ثم فتحت ثغري مخبرة اياها

"ارجوكِ ابقي معي، لا تغادريني" وهي ابتسمت بدفئ لحديثي ثم قالت

"آنديلا حبيبتي، انا لن اغادر مجدداً لقد اتيت لأبقى معكِ للأبد!"

هذه الكلمات كانت كافية لجعلي اشعر بالراحة لذا اخذتني لفراشي وهي ممسكة بيداي ثم فتحت الغطاء وانا دخلت ثم هي ايضا دخلت

غرستُ رأسي بصدرها وانا اشعر بسعادة بالغة ولا زلت غير مستوعبة ولا زلت خائفة ان يكون هذا مجرد حلم!

لكنني شعرت بها واستحالة ان يكون هذا كله مجرد حلم!

نمت حينها بسرعة وانا استشعر دقات قلبها ولمساتها على ظهري

لقد كنت متعبة حقاً ولم اشعر بشيئ، كنت بحاجة فقط لأرتاح على صدرها...

كنت بحاجة لها لأموت وانا سعيدة.

نِزَاع حيث تعيش القصص. اكتشف الآن