إمرأة ساذجة

284 13 2
                                    


التخطيط بتأني بعدها التنفيذ بحذر  ،  أردينيا آمنت بهذا المبدأ و سيرت به حياتها  ،  قضت سنوات و هي تخطط بتأني و ها هي الآن تنفذ بحذر شديد

بعد قضائها لأسبوعين بموسكو دبرت للقاء مع زوجة القيصر  ، مع حرصها الشديد على أن يكون اللقاء على شكل محض صدفة  ،  و هذا بالضبط ما فعلته ذهبت إلى حفل خيري مقام من أجل التبرع لمرضى السرطان

كانت تعلم أن حفلات خيرية  كهذه تستهوي زوجة القيصر و لطالما تواجدت بتلك الأماكن  ،   لم يخب ظنها وجدتها هناك و تبادلت معها أطراف حديث عشوائية  ،  كما أنها أكدت على ترك إنطباع قوي لدى نينا ديميتري غوستاف زوجة القيصر 

أردينيا كان لها رأي خاص مخالف لأراء الناس حول نينا زوجة القيصر  ، يصفونها بالمرأة الطيبة الهادئة إلا أن أردينيا رأت إمراة ساذجة  .

لم تنكر أنها جميلة و تمتلك معالم فاتنة  لكن طيبتها و خلوها من الحقد جعلها تشعر بالغثيان  ، لقد كانت طيبة حد الغثيان  ، هكذا وصفت أردينيا زوجةالقيصر لماروشكا

ربما هي تحمد الرب كون نينا ساذجة فقد ساعدتها في فتح الدروب لها دون إدراك منها كما فعلت منذ لحضات فقد إتصلت بها تطلب منها القدوم لحفل عائلي على شرف النصر الجديد الذي حققه القيصر

لم ترفض الدعوة فبعد عدة لقاءات مع نينا دامت لشهر و نصف  ، رأت أن هذا هو الميعاد المناسب لدخول ذلك القصر و الإلتقاء بالقيصر

" الأحمر أم الأزرق ؟ " سألت بضيق بينما ترفع فستانين ناحية ماروشكا إلا أن ماروشكا لها رأي مغاير ، حملت فستانا أسود ملقى على السرير مقربة إياه من أردينيا

" الأسود أفضل "

" لا تركت الأسود لك "

نبست بإستهزاء لتأخذ الفستان الأزرق مرتدية إياه  ،  لتستدير نحو المرآة الطويلة المعلقة على الحائط ، نظرت لنفسها بالمرآة و إبتسامة غرور نمت على شفتيها  ، كانت تبدو فخمة بالفستان الضيق الذي عانق جسدها الممشوق مع زينة أبرزت ملامحها الفاتنة التي تتميز بالحدة

عانقتها ماروشكا من الخلف لتتزين إبتسامة مريضة على شفتيهما بينما ينظران لأنفسهما عبر المرآة  ،  كلتاهما امتلكتا شعرا نافس الليل في سواده  ،  عينان من الزمرد الأخضر و نفس الملامح  ،  الفرق الوحيد هو أن إحداهما إعتنقت الأسود و الأخرى تركت الأسود ليعانق روحها فقط 

أجل هما توأمتان  ،  ماروشكا لم تكن رفيقتها فقط بل توأمتها أيضا  ، إحداهما أعلنت ظهورها على العلن أما الأخرى عاشت في الخفاء و أخذت من الظلام مسكنا

" لا ترحمي أحد "

همست ماروشكا بحقد عند أذن أردينيا التي إتسعت إبتسامتها بجنون لتجيبها بحقد مشابه

" سأجعل الموت أمنيتهم "

إبتعدت ماروشكا عنها لتحمل مفاتيح السيارة واضعة إياهم بيد أردينيا 

" أعلم أنكي معجبة بالقيصر  ،  و جعلتي فكرة الحصول عليه سببا لنيل إنتقامنا "

فتحت أردينيا فمها بتردد لمعارضة كلام توأمتها إلا أن ماروشكا لم تسمح لها مضيفة بنبرة حنون قليلا ما تستعملها

" يمكنك أخذه أنا لا أعارض لكن إياكي أن تنسي هدفنا الحقيقي "

" لن أنسى...سأجعل الألم يعانق أرواحهم "





ستحرق أرواحهم و تتزين برمادهم









جرائم الحب المحرمة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن