ذكريات دافئة

167 10 6
                                    

الشتاء بارد على من لا يملكون الذكريات الدافئة

قد دخل ديسمبر و مازالت الليالي الممطرة مستمرّة  ،  أصوات الرعد تسللت بداخل الغرفة لتتناغم مع صوت دقات قلبها  ،  كان يقرع بعنف شديد و مشاعر الخوف و الأمل إختلطت ببعضها

كانت بيرلا تجلس على كرسي أمام نافذة مفتوحة لتتسلل بعض من قطرات المطر مبللة شعرها الكستنائي  ،  كانت ترتدي فستانا أبيض قصير و ذلك راجع لموتها هيكتور الذي يجبرها على إرتداء فساتين باللون الأبيض

كانت منحرجة من أن يجبرها اليوم على إرتداء فستان بالأبيض في جنازة نيكيتا لكن حمدا للرب تركها ترتدي فستانا أسود  ، ضمت يداها حول جسدها تخفف من البرودة التي تنهش بشرتها  ،  أغمضت عيناها مبتسمة بألم بينما تعود لذكرياتها مع هوود  ،  الرجل الوحيد الذي لازال ينبض له قلبها حتى بعد موته  ،  ذكرياتها معه كانت الشئ الوحيد الذي يدع روحها تنعم بالدفئ الذي تفتقده

" زوجتي....هل تتعمدين المرض من أجل قتل نفسك  ؟  "

فتحت عيناها و شرارة حقد دفين تشتعل بداخل عيناها  ، كم كرهت عندما يتعمد مناداتها زوجتي...يعلم أنها تكره تلك الكلمة لكنه يتعمد على نطقها ببطئ شديد

نهضت من على الكرسي مغلقة النافذة لتستدير ناحيته  ، كان ينزع بدلته السوداء من على جسده ليبقى جزءه العلوي عاريا  ،  كان حسن الشكل إلا أنها كانت تمقته و لم تستطع تقبله و تقبل ما يفعله بها لكنها اليوم ستدعس على حطام قلبها فقط من أجل رؤية يوم مشرق من دونه

تصلب جسده حينما شعر بها تعانقه من الخلف  ،  مالذي يحدث...منذ متى تعانقه بإرادتها  ،  هل هذه مزحة العام

" هل أنتي بخير ؟ "

إبتسمت بحقد إثر سؤاله المتفاجئ  ،  تعلم أنها تلعب بالنار  ،  بإمكانه كشفها فها هي تتصرف بغرابة معه اليوم لهذا حاولت التقليل من حماسها في التخلص منه و إبعاد الشكوك عنها

" أنا متعبة....فعلت هذا لأني لا أود تلقي الضرب هذه الليلة "

أخرجت كلماتها بهدوء بينما تقوم بالإبتعاد عنه لكنه أوقفها بيده مستديرا ناحيتها ، كان ينظر لعيناها بترقب كأنه يكشف مدى صدقها لهذا سمحت له بهذا لأنها حقا لا تكذب ، هي تعبت من ساديته و سئمت من هذا الوضع...خصوصا الليلة فقد أنهكت عقلها بالتفكير في كلام تلك المرأة الغريبة

" فقط كوني بجانبي...لن أقوم بإيذائك "

إبتسمت بإستهزاء جراء كلامه ، يتحدث و كأنه ترك لها فرصة للإختيار  ،  يبدو أنه تناسى أنها مجبرة على البقاء بجانبه لكنها مسحت تلك الإبتسامة المستهزئة بسرعة لتقوم برفع يدها تمررها على صدره برفق بينما تهمس بصوت منقطع

جرائم الحب المحرمة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن