جريمة في موسكو

359 16 6
                                    

أردينيا دي إيفانوف...خلقت لتدمر كل ما هو جميل  ،  قضت سنوات و هي تضع خطط للفتك بأعدائها  ،  و ها هي الآن تسمح لشياطينها بالظهور لتثبت لهم حقيقتها البشعة  ،  كانت أفعى كل ما يهمها هو النجاة و بث السم على من يقف في طريقها

كانت تمشي على جسر معلق نهايته مجهولة  ، مخاطرة بكل ما تملك من ثراء و سمعة حسنة بل حتى حياتها و مكانتها المرموقة في المجتمع

كلآن فقد إنتقلت الى موسكو  ،  مضحية بكل ما تملكه في سبيل الفوز بالمعركة التي ستخوضها  ،  ستتهم زوجة القيصر بالخيانة مع صديقه المقرب و هذا ليس بالأمر الهين  ،  ستضحي بأنفس بريئة في سبيل تحقيق حلمها

" تتهمينني بالهوس و أنظري لنفسك " قالت هذا بنبرة مستمتعة و هي ترى رفيقتها ماروشكا توجه تعليمات للعمال لكي ينقلو أدواتها المتعلقة بالرسم بحذر شديد  ،  لقد كانت أكبر مهووسة بالرسم رأتها في حياتها  ،  إلتفتت ماروشكا لها بينما تنفض فستانها الأسود لتتجه نحوها تشاركها الجلوس على الأريكة  ،  تنهدت بألم لتنبس بخفة " تعلمين الرسم هو الشئ الجميل الوحيد الذي تبقى لي "

" ماذا عني ؟ "

" أردينيا أنت جزء من روحي  ،  لولاك لما كنت هنا "

هفتت بحنية لتعانق أردينيا لكنها قطعت العناق لتضيف بحماس " ألن تخبريني بخطتك  ؟ "

" حينما يحين الوقت المناسب ستعرفين كل شئ و من يدري ربما ستشاهدين ذلك بأم عينك "

" همم لا يعجبني هذا أود أن أعرف فنحن نخاطر بكل شئ هنا "

إجابتها جعلت أردينيا تزفر الهواء بملل  ،  هي تقدر حجم المجازفة التي يخوضونها لكنها خططت لكل شئ و لن تسمح بأن تسير خطتها بشكل غير سلس

لهذا قدمت إجابة نموذجية لرفيقتها تشبع لها فضولها " إعمل على سبق عدوك بخطوة لكن دعه قريب منك "

" لكن كيف ستعملين على التقرب منهم  "

" هم  ؟  بل هي لأنها مفتاح القصة  ،  سأتقرب منها و أدرس شخصيتها بعدها أقضي عليها "

" لكن كيف  ؟  "

" دعي الزمان يخبرك " سخرت منها لتقوم بحمل هاتفها و مجلد أحمر اللون مقررة إنهاء الحديث  ،  صاعدة للأعلى تأخذ قليلا من الإستراحة فهناك معركة بإنتظارها و حسابات قديمة ستقوم بتصفيتها

و  بنفس مدينة موسكو  ،  في مكان آخر ملئ بالحراس   ،  يضم قصرا ضخم تميز بهندسته الروسية البحتة و تحديدا بغرفة المعيشة التي طغى عليها اللون الذهبي  ،  كان أفراد القصر مجتمعين هناك  ،  الكل مشغول بأمر ما ، عدا تلك الشقراء التي تنقل ذهبيتيها على ملامح زوجها بإعجاب

مرت ثلاث سنوات على زواجها به إلا أنها لحد اللحظة لا تستطيع إبعاد نظرها عن زوجها  ، مازالت معجبة به كأول لقاء لهما 

و يبدو أنها أطالت النظر له لهذا رفع رأسه من هاتفه لتلتقي أعينهما  ،  إبتسم بهدوء إثر مشاهدته للمعة الإعجاب التي غزت أعين زوجته ليقترب من عنقها هامسا لها بينما يستنشق عطرها الهادئ

" حتى و أنا ملكك لازلت معجبة بي "

سندت رأسها على رأسه بخفة لتجيبه بهيام

" إلى آخر نفس لي سأبقى معجبة بك "

و لم يقطع تواصلهما سوى إقتراب جاك الصديق المقرب للقيصر منهما  ، ليضع رأسه بين رأسيهما متحدثا بخفوت لكي لا يسمعه الموجودين " لو كنت مكانك لمشيت خلف التراب الذي تطأه قدمها.... أنا أحسدك حقا كون نينا زوجتك "

كان ينوي إغاضة القيصر بكلامه و قد نجح في فعل ذلك  ،  أمسكه القيصر من رأسه جاذبا إياه نحوه محدثا إياه بغضب مزيف كونه يعلم أن صديقه جاك يمازحه لا أكثر
" قلها مرة ثانية و سأقوم بقطع عضوك و أقدمه كتحلية لكلاب الحراسة " غطت نينا وجهها بخجل إثر كلام زوجها أما جاك كان سينطق بشئ ما إلا أن بروز خبر مستعجل على شاشة التلفاز جعل الجميع يوجه إنتباهه على كلام المذيعة

« تم إيجاد الليلة بالبحيرة البيضاء جثة لشاب عشريني  ،  قد تم فصل يداه و إعادة تركيبهما بدقة عالية كما تعرض الشاب للطعن و الذبح  ،  علما أنه تم إيجاد رمز A فوق جثة الشاب مما يعني أن القاتل المتسلسل المدعو ب A قد إنتقل إلى موسكو بعدما كان يرتكب جرائمه بمدينة قازان و فيركينيي وسلون  ،  هل سينتشر الرعب بالعاصمة موسكو ؟ »


و أثناء ذلك كانت ماروشكا تنظف يد أردينيا من جراح طفيفة أصابتها  ،  لتمسك باليد الأخرى جهاز التحكم لتطفأ التلفاز بعد بث الأخبار حول تواجد القاتل المتسلسل A بموسكو

" من كان يظن أن أردينيا وريثة العائلة المرموقة دي إيفانوف هي نفسها القاتل المتسلسل A "

نبست ماروشكا بإستغراب بينما تناول أردينيا كوبا من الماء ، حقا من كان يعتقد أن وريثة دي إيفانوف تلك الفتاة التي تحافظ على مكانتها المرموقة وسط ذلك المجتمع الأرستقراطي هي نفسها القاتل المتسلسل الذي يبث الرعب بمدن روسيا  ،  تقتل ببشاعة و بدون رحمة









جرائم الحب المحرمة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن