كانت ليلة هادئة و معتمة لم يزين عتمتها سوى ضوء القمر ، بمدينة قازان الروسية ، طريق عشبي يضم بيوتا ضخمة تدل على غنى المنطقة و سكانها ، و في وسط الحي الراقي ذلك المنزل الفخم الشبيه بقصور العصور الوسطى ، يتميز بحديقة تضم وردا أسود قاتم اللونداخل المنزل و نزولا للطابق السفلي و تحديدا ذلك القبو المظلم الذي لم ينره إلا مجموعة من الفوانيس العتيقة ، تواجدت إمرأتان ، إحداهما تجلس على كرسي صغير ترسم بعشوائية على لوحة الرسم ، أما الأخرى فوقفت أمام حائط يضم عدة صور لأشخاص مختلفين... عينيها الحادة تنظر بتفكير عميق ، بيدها خنجر فضي لامع كلون فستانها حتى تلفضت بهدوء بنبرة سامة إخترقت الصمت
" حان الوقت للحصول على القيصر " كانت كلماتها جادة جدا...هادئة جدا و سامة جدا ، إلا أنها جعلت المرأة الأخرى تطلق قهقهة عالية قائلة وسط ضحكاتها " ست سنوات مرت و الآن حان الوقت... كيف ستفعلينها؟ "
دحرجت عينيها نحوها علها تلتمس المزاح بكلامها ، تنظر للحائط بتفكير و تحديدا للصورة التي عليها علامة x باللون الأحمر ، صورة تصور إمرأة شقراء ذات ملامح هادئة و حين طال صمتها سألت بإستغراب
" تبا أنت لا تمزحين؟...لكنه رجل متزوج و يهيم حبا بزوجته "
أومئت لها رامية الخنجر ليستقر وسط صورة المرأة الشقراء لتتجه نحو مجموعة من الخناجر لتمسك بخنجر فضي آخر
" أعلم لكنها لا تناسبه..هو بحاجة إلى إمرأة قوية تشاركه بتدمير العالم مثلي أنا و ليس إمرأة ساذجة و ضعيفة يقضي وقته في حمايتها.. مثلها "
اللمعة الجنونية بخضراوتيها جعلتها تدرك جديتها و أنها إتخذت القرار و الآن وقت تنفيذه ، نهضت بهدوء لتتقدم نحوها مبرزة جسدها المثالي الملتحف بثوب أسود حالك ، تحولت ملامحها من مستهزئة لأخرى جادة لتسألها بهدوء
" كيف ستقضين عليها؟ "
نظرت نحو الحائط بتفكير ناقلة عينيها على جميع من في الصور لتلتمع عيناها بخبث.. كأنها ستقضي عليهم جميعا
قالت رافعة الخنجر موجهة إياه نحو الحائط " سأقتلها بكل حب لكن ليس قبل أن أقضي على شرفها....و يبدو أن ضحية أخرى ستشاركها الفضيحة و الموت "
إبتسمت نهاية حديثها بمكر لترمي بالخنجر على صورة رجل حاد الملامح
" صديقه المقرب؟ " سألت المرأة التي بجانبها بإبتسامة ماكرة تناسبت مع ملامحها الخبيثة ، لتجيبها بلمعة غدر توسطت عيناها
" و هكذا سيكون لي وحدي "
قهقهات صدرت منهما ملأت القبو ، الشر يخيم حولهما و لمعة الخبث لا تغادر عيناهما ، لتتجه الرسامة نحو البار تملأ كأسان بنبيذ أحمر يناسب لون شفتيهما ، قدمت لها كأسا قائلة بصوت يملأه الحماس " نخبك... سنسيطر على موسكو "
إبتسامتها الواسعة عبرت عن إعجابها بالفكرة لتهمس بأمل
" سنسيطر على موسكو "
كانت هي الجانب السئ من القصة هنا ، الشريرة التي تقضي على الجميع من أجل الحصول على ما تريدلم تكن ليلة كسابق الليالي ، ليلة تم فيها إتخاذ القرار للقضاء على كل من يكون عقبة في طريقها ، لم تكن المرأة التي ترضى بمصيرها بل كانت مجرمة تشق طريقا وسط المحيط من أجل الوصول إلى مبتغاها ، لم تولد هكذا لكن الظروف أجبرتها على أن تكون هكذا.... أن تكون أردينيا دي إيفانوف
قد قررت الحصول عليه و إنتهى الأمر...هي إمرأة فاتنة في السابع و العشرون ، لها من الحسن ما يكفي لجلب أي رجل بل ليس هذا فقط ، هي الوريثة لعائلة دي ايفانوف ، إمرأة يافعة غنية لما قد تضحي بكل شئ من أجل رجل؟
لا أحد يعرف سواها ، هي بطلة القصة و هي من ستتحكم بخيوط الأحداث ، تلك الشيطانة الصغيرة التي وضعت أنانيتها تاجا على رؤوس ضحياها
إعتاد الجميع على وصفها بالأسوء ، إعتادوا الخوف منها خشية من أن تدمرهم و هي ستفعل فهذه الحقيقة لا غير ، ستفعل كل شئ من أجل الحصول على الرجل الذي تظن انها هي من تناسبه لا زوجته ، ستفعل لتصل إلى مبتغاها
لم تأتي لكي تخسر ، النصر هو قاموسها الوحيد.
ما رأيكم أن نستمع للجانب السئ بعدها نقرر الحكم
أنت تقرأ
جرائم الحب المحرمة
Teen Fictionقاتلة متسلسلة تسعى للإنتقام من أعرق عائلة روسية لتقع في شباك رجل متزوج لكن القدر كان له رأي آخر....