_نوفمبر/2022_
«برلين، ميتي»يجلس بهدوء في مكتبه الصّغير
يحدّق في الأوراق البيضاء أمامه، يعبث بقلمه
«غير مقبول! ، لا بل سيّء للغاية!!
أهذا كل ما لديك يا كارل؟!»يتذكّر كلام مديره القاسي ليستند على ظهر كرسيّه و يتنهّد بتعبٍ واضح
"ما لكَ؟ ألا تستطيع الكتابة؟"
سأله الرّجل الّذي يجلس في الجانب المقابل له يحمل الصّحيفة في يده."أبداً ... لا أستطيع التّفكير في أيِّ شيء"
"هذا غريب، في العادة ما إن تمسك ورقةً و قلماً أستطيع القول بأنّك قد تكتب فصلاً كاملاً يا آلة الإبداع""لا تناديني بهذا اللقب المبتذل يا رجل!"
قهقه يوهان بمرح ، و الآخر دلّك جبينه المتصلّب
"لا أدري بما كان يفكّر حين أطلق عليَّ ذلك اللقب الغبي""لقد كان المدير منبهراً لدرجة أنّه لم يجد وصفاً آخر"
ساد الصّمت قليلاً"أنتَ لم تشرب قهوتكَ حتّى"
نظر إلى يوهان مستغرباً، فقد كان الفضل يُنسَب للقهوة أنّه على قيد الحياة
"لينا ستقتلني إن شربتُ كوباً آخراً"
ضحك الاثنان بصوتٍ مرتفع
"إنّها العاشرة عليَّ أن أذهب، أتريد أن أُقلّك؟"
"لا مانع لدي"****
دخل منزله أخيراً ليقابله وجه زوجته اللطيف
"بوركت جهودكَ يا عزيزي"
شخر يسخر من نفسه
"أيّة جهودٍ هذه؟ لم أستطع كتابة حرفٍ واحد منذ الصّباح"شرع بخلع معطفه و حذائه بهدوءٍ و لباقة
تشوّهت ملامحها الجميلة للحظة ثمَّ عادت للابتسام
"لا بدّ أنّه كان يوماً طويلاً"
"لقد كان كذلك، دعينا من ذلك ... أخبريني كيف كان يومكِ أنتِ؟"ابتسم بلطفٍ في وجهها و عانقها بقوّة
"كان رائعاً منذ أن رأيت هذا الوجه المبتسم"
ضحك بخفّة
"سيّدة الغزل كالعادة، بقدراتٍ تعبيريّةٍ تفوق هذا الكاتب"
فصلت عناقهما و ضربته بلطفٍ على كتفه تؤنّبه
"لا تقل ذلك عن نفسك، لن أكون سعيدةً بهذا"
"آه... حسناً حسناً"سبقته بجسدها الصّغير إلى المطبخ لتكمل تحضير المائدة.
"هيا ادخل و بدّل ملابسك، لا بدَّ أنّكَ تتضوّر جوعاً
أكاد أجزم أنّه لم يدخل معدتكَ سوى أكواب القهوة"
ابتسم حين سمع صوتها البعيد، و التقطت عيناه صورة زفافهما المعلّقة على الحائط، نظر بحب إلى تلك الشّابة الّتي ترتدي فستاناً أبيضاً، وتبتسم كما هي العادة.دخل غرفته، استحمَّ
ثمَّ خرج من الحمّام يجفف شعره الذّهبي
لتقع أنظاره على ظرفٍ من الحبوب، توقّف عن تجفيف شعره و التقط ذلك الدّواء
'حبوب منع الحمل؟'
قطّب جبينه بقلق، ليسمع صوتها مجدداً
أنت تقرأ
TSCHÜSS! ✔
Філософія та духовні розповіді_برلين | 1999_ "ذلكَ الطِّفل، لم يَكُن مِن المفترض أن يكونَ موجوداً!!" كارل فرانكلين، كاتبٌ متواضع. يصاب العالم من حوله بالجنون، ليودّع حياته الهادئة. |مكتملة| جميع الحقوق محفوظة ©