«الفصل السّابع»

4 1 0
                                    

(الأحداث من وجهة نظر جوليا)
***

_قبل الحادثة بيومين_

"إيمّا أنا ... أشعر أنَّ كارل يتصرّف بغرابة في الأونة الأخيرة" تحدّثت جوليا بصدق
"ماذا تقصدين؟" سألتها باستغراب
"حسناً، إنّه... يشرد كثيراً، و يتوقّف فجأة عن القيام بشيءٍ ما، يتحدّث إلى نفسه، و يشك فيَّ"
"أعتقد أنَّ ذلك طبيعي أليس كذلك؟ لقد فقد أقرب أصدقاءه فقط منذ بضعة أيّام، أظنُّ أنّه يريدكِ دائماً بقربه، يخاف أن يفقدكِ وأنتِ أغلى ما يملك"
"لكن ... ما حدث اليوم"
"لقد كان غريباً حقاً ألا تظنين ذلك؟، أنا متأكدة تماماً أنَّ بين لم ينظر نحوكِ على الإطلاق!"
"هذا ما أتحدّث عنه منذ البداية"
"اذهبي به إلى طبيبٍ نفسيٍّ إذاً"
"هذا ... كيف سأفعل ذلك؟ سيظنَّ أنّي أعتبره مجنوناً--"

"أين هي؟!! تكلّم أيّها الحقير!!!"
صراخ قاطع حديثهما الهادئ
"ماذا يحدث بحقّ اللّه!"
ركضت كلتاهما نحو مصدر الصّوت
"أنت!!!، كيف تجرؤ حتّى؟!!! أيّها العاهر اللعين!!"
"أجننت؟!! أنتَ مجنون بلا شك!!!
أيّها النّكرة عديم الفائدة!!!، تدخل غرفتي بلا إذن و تتهجّم عليّ؟!!! سأجعلك تتمنّى لو لم تولد أيّها الصّعلوك القذر!!!"
"عاهر!!! تحدّق في زوجتي أمامي و من ثمَّ تقبّلها في الخفاء!!! أين هي؟!!!، جوليا!!! أخرجي الآن قبل أن أجدكِ بنفسي!!"
توقّفت خطواتهما و تبادلتا النّظرات القلقة.
'يقبّلني؟!! بين؟؟؟!'
ركضت إيمّا لتسبقها إلى الغرفة
"ما الّذي يحدث بحقِّ اللّه؟!!!
هل جننتما؟!!"
دخلت بسرعة لتفصل بين شقيقيها.
"هذا يكفي!! أيّها الأحمقان توقفا!!!"
نظرت إليه بعينين واسعتين
'هل هذا ... زوجي؟'
غاضبٌ كالجحيم، وجهه و ثيابه ملطخان بالدّماء، يصرخ بهستيريّة، بل يرتجف من الغضب.
حدّقت بالأثاث المتحطّم و بين الملقى على الأرض، لتعود نظرتها نحوه.
بشكلٍ مفاجئ، اقترب منها بخطواتٍ واسعة ووجهٍ مرعب
_صفعة_
وقعت أرضاً، طنين ملأ أذنها.
لم تعد تشعر بخدّها.
'كارل؟ هل ضربني للتو؟'
عندما أدركت الحقيقة المرّة انقبض قلبها بقوّة، و شعرت بغصّة تتصاعد لتصل إلى حلقها.
"كارل أيّها الغبي!!"
دفعته شقيقته بقوّة
"هل تعي ما تفعل؟!! هل فقدتَ عقلك!!!!"
استقامت بهدوء لتخرج من الغرفة، أرادت الهرب من ذلك الرّجل المخيف، رددت داخلها بإيمان.
'هذا ليس كارل، ليس كارل!'
***
عند السّاعة السادسة صباحاً، فتحت عيناها ببطئ.
لا تدري ما الّذي جعلها تستيقظ في هذا التوقيت، لمست خدها دون وعي لتمرَّ موجة من الألم.
امتلأت عيناها بالدّموع عندما تذكّرت أحداث اليوم السّابق
«"تحدّثتِ معه بعد منتصف الليل، أعترفتِ بحبّكِ له، كنتِ تضحكين بلطف معه، ليس هذا فقط! أنتِ تتناولين بالفعل حبوب منع الحمل!، أصريّتِ على الحضور لرؤيته بحجة أنّك ترغبين في لم شمل العائلة السّخيفة التي لم يسبق لها أن كانت عائلة، كنتِ سعيدةً بنظراته المعجبة بك، و اختفيتِ معه--"
"ما هذا الهراء الّذي تتفوّه به!!!"»
مكانه الفارغ بجانبها، السّرير البارد، و صورته الغريبة في ذهنها، كلُّ ذلك جعل الدّموع تنهمر أكثر، و ألم قلبها أسوأ.
استقامت بجذعها ببطء، كان الظلام ما يزال سائداً في الخارج.
خرجت من الغرفة لتشعر بسكون المنزل.
"كارل" نادت بصوتٍ منخفض
تفقّدت غرف المنزل بالكامل، الحمام، و المطبخ، تزداد وتيرة خطواتها سرعة مع كلِّ مكانٍ لا تجده فيه.
انتهى الأمر بوابلٍ من القلق و الخوف وعدم العثور على إيِّ أثرٍ له.
تتنفّس بعنف.
"إلهي... أين أنتَ كارل!" تمتمت بصوتٍ مرتجف

TSCHÜSS! ✔حيث تعيش القصص. اكتشف الآن