«الفصل الثّالث»

5 1 0
                                    


يسير عبر الرّواق، يبحث عن زوجته الّتي فقد أثرها منذ أن خرجت.
"هل لديكِ أدنى فكرة كم تبدين فاتنة؟~"
وقف على الفور عندما سمع صوتها تضحك بدلال
"كلا! ابتعد! سيرانا أحدهم!"
همست بلطف
"فقط قبلة؟"
ضحكت مجدّداً
استطاع أن يسمع صوت احتكاك الشّفاه بوضوح
"هذا يكفي~"
فقد كلَّ ذرّة صبرٍ يمتلكها، حطّم باب الغرفة، يكاد يشتعل من الغضب.
ما إن لمح شقيقه الأكبر حتّى أنقضَّ عليه دون تفسير
"أين هي؟!!!"
"ما اللعنة--"
بدأ بلكمه بقسوة دون أن يتيح له أي فرصة للكلام
"أين هي؟!!! تكلّم أيّها الحقير!!!"
أهتزّت أركان القصر إثر صراخه المدوّي، أمسك أخاه من ياقته بعد أن أبرحه ضرباً.
"أنت!!!، كيف تجرؤ حتّى؟!!!
أيّها العاهر اللعين!!"
ردّ له الصّاع صاعين
"أجننت؟!! أنتَ مجنون بلا شك!!!
أيّها النّكرة عديم الفائدة!!!، تدخل غرفتي بلا إذن و تتهجّم عليّ؟!!! سأجعلك تتمنّى لو لم تولد أيّها الصّعلوك القذر!!!"
"عاهر!!!
تحدّق في زوجتي أمامي و من ثمَّ تقبّلها في الخفاء!!!
أين هي؟!!!، جوليا!!! أخرجي الآن قبل أن أجدكِ بنفسي!!"

استمرّ ضربهما لبعضهما البعض دون توقّف و دون رحمة
"ما الّذي يحدث بحقِّ اللّه؟!!!
هل جننتما؟!!"
دخلت إيمّا بسرعة لتفصل بين شقيقيها.
"هذا يكفي!! أيّها الأحمقان توقفا!!!"
بالكاد استطاعت أن تبعد كلاً منهما عن الآخر ما إن توقّف عن ضرب أخيه، استدار ليجد زوجته تقف و على وجهها معالم الصّدمة، لكنّه لم يستطع أن يكبح جماح نفسه.
صفعةٌ قوية دوى صوتها في آذان الجميع، شوّهت وجهها الجميل، وجعلت توازنها يختل لتقع على الأرض بقسوة.

ما زال يتنفّس بعنف و وجهه محمرٌّ، يحدّق في جثّتها الهامدة، لم تستطع أن تعي ما حدث.
"كارل أيّها الغبي!!"
دفعته شقيقته بقوّة
"هل تعي ما تفعل؟!! هل فقدتَ عقلك!!!!"
تلاشى غضبه، عندما نظر أخيراً حوله
غرفة مدمّرة بالكامل، زوجته على الأرض، أخوه غارقٌ في دماءه، و شقيقته تصرخ بشكل هيستيري و تهزّه بعنف
لم يسبق له أن كان في هذا الموقف من قبل، لم يكن عنيفاً و لم يستخدم العنف على الإطلاق.
فقد زخمه بشكلٍ كامل
خرجت جوليا من الغرفة بسرعة ليتبعها.
ركبت السيّارة، في المقعد الخلفي.
قاد السيارة بسرعة تتماشى مع مشاعره المتأججة، لكنّها سرعان ما تباطأت حالما التقطت أذناه شهقاتها المتألّمة
أصيب بالصّدمة، كانت هذه المرّة الأولى...
المرّة الأولى الّتي يسمع فيها بكاء زوجته!
لطالما كانت مبتسمة!
ازدادت وتيرة بكاءها ليوقف السيّارة بالكامل
و ينتفض قلبه بعنفٍ داخل صدره.
زوجته تقوم بخيانته مع شقيقه ... يعرف ذلك بل بات متأكداً، لقد سمع كلَّ شيء بل و رأى!
لكن ...
ترجّل من سيارته، ليفتح الباب الخلفي ببطء
دخل بحرص و جلس إلى جانبها بقلّة صبر، كان بكاؤها يؤلمه.
لم يعلم ما الّذي يجدر به فعله.
مدّ يده نحو وجهها الصّغير لكنّها صفعت يده باستياء، لينقبض قلبه مجدداً.
كان يستطيع أن يرى تورّم خدّها بوضوح تحت ضوء القمر
شعر بالنّدم يأكله.
دموعها النّقيّة تنساب بسخاء على وجنتيها
لقد كان هو من سبب لها الألم و لا أحد غيره.
"لقد سمعت كل شيء--"
"ما الذي سمعته كارل؟!!
أخبرني كيف سمعت صوتي بينما كنت في الحديقة؟!"
"اسمعي، أرجوكِ أخبريني بالحقيقة--"
"ماذا تريد أن تسمع؟!، أخبركَ بصريح العبارة أنني قمتُ بخيانتك مع شقيقك؟!، ما اللعنة الّتي تدور في دماغك؟!"
"لقد فعلتِ! أنتِ تستمرّين في الكذب!! تجعلينني أفقد صوابي مجدداً!!"
"هل سبق و أن كذبت عليكَ يا كارل؟! هل تتهمني بالكذب أيضاً؟!!"
صداع يفتك رأسه مجدداً، غلّف رأسه بكلتا يديه.
"تحدّثتِ معه بعد منتصف الليل، أعترفتِ بحبّكِ له، كنتِ تضحكين بلطف معه، ليس هذا فقط! أنتِ تتناولين بالفعل حبوب منع الحمل!، أصريّتِ على الحضور لرؤيته بحجة أنّك ترغبين في لم شمل العائلة السّخيفة التي لم يسبق لها أن كانت عائلة، كنتِ سعيدةً بنظراته المعجبة بك، و اختفيتِ معه--"
"ما هذا الهراء الّذي تتفوّه به!!!"
صُدِمت بشدّة عندما عرفت ما يجول في ذهنه
شدّته من ياقته
"كارل!!!"
أشهجت بالبكاء مجدداً، انهارت بالفعل، أعادت نظرها نحو عينيه
"أنا واعٍ لكلِّ ما يدور حولي!!!"
صرخ بغضب
"لم يتبّقَّ لي أحد في هذا العالم السّخيف!"
"كارل..."

TSCHÜSS! ✔حيث تعيش القصص. اكتشف الآن