16|قَـرَارْ.

352 23 3
                                    

ʚɞ

حسناء تقف أمام باب أسود نُقِشَ عليه الرقم 38 رفعت يدها تحتضن مقبض الباب بأناملها ثم تنهدت بصوت عالِ قبل أن تبعد أناملها، هي فقط تشعر أنه ليس الأوان السانح لفتح الباب رغم جنوحها للقيام بذلك، بالكاد تناءت عن الباب لتسمع طرقا آفلا عليه فتهرع باتجاهه تضع قبضتها عليه لعلها توجس الطرق، هي تريد الصراخ لعل الطارق يجيبها ولكنها تخشى أنها تتخيل أمور لن تحصل أبدا فمن سيطرق من أجلها؟ فقدت الأمل لتسقط أرضا شعورها بالضعف والفشل يؤلما، هي تبكي...هي تبكي دما ودموعها تأبي الكف عن السقوط، ولكن ما عساه تفعل غير الندم على ماهي عليه، لذا وقفت تقتاد باتجاه مائدة بركن الغرفة وتحمل قلما بعد التحديق به لبرهة، جلست رويدا على الكرسي تناظر قطعت من الورق بها سرد هائل من السطور، استدام تحديقها لساعات ربما، بذات الوضع دون حراك أشتبه أنها طرفت حتى، هي تريد التوقيع وبشدة ولكن ماذا ان فُتِحَ ذلك الباب بعد ان تموت؟ حدقت بالساعة حول رسغها تبتسم بأعين دامعة حزينة لأنها ستفارق هذا العالم وسعيدة لأنها جربت ولول لمرة الحب، تقبيل شخص تحبه، احتضان شخص تحبه، الخوف على شخص تحبه والاعجاب بشخص بحبه وهي فقدت كل شيء، هي تسمع أصوات ولكن تنكر حقيقة وجودها ولربما تعبها ووقتها الذي قارب على الانتهاء يجعلانها تتوهم، تتوهم أنها قد تعيش، وضعت رأس القلم على تلك الورقة ثم حدقت بساعتها التي تقول إن ثلاثة أسابيع فقط بيدها، وكادت أن توقع باستسلام ولكن الباب اهتز بعد أن ضُرب بقوة، وقفت هي تسقط القلم راكضة باتجاه الباب ووضعت أناملها حول المقبض لتُلطخَ يدها بدماء، دماء حبيبتها التي أتت لتنقذها.

.

كانت يدها ترتعش والدماء تسيل من المقبض ملطخة الأرض، الخنجر مَرمِيٌ على بعد أقدام قليلة من بلوم التي تحاول بكل جهدها فتح الباب، ثم وفجأة شعرت بالمقبض يلتف والباب يفتح ورأت حبيبتها تقف بثوب ناصع البياض، منتصبة بوجه شاحب وهالة باهتة واقتربت منها تتجاوز إطار الباب بكل سلاسة تمرر أناملها محاوطة خصر أندريا التي لاتزال متجمدة مكانها دون ان تصدق ما حدث.

لطخت دماء كف بلوم فستان حبيبتها التي رفعت يديها رويدا تسحب خليلتها أكثر الى حضنها ودون سابق انذار غُلق الباب بقوة.

اقترب دانيال من الباب محاول فتحه ولكنه حرق ليسأل العجوز باستغراب "ماذا الآن؟" حملت هي الخنجر تقول "القرار بيد أندريا الأن" وسأل مجددا "ماذا تعنين؟".

"ان لم تشرب من دم بلوم فهي ستموت والباب سيفتح وبلوم ستكون بخير وان شربت فهي ستبقى على قيد الحياة والباب سيفتح وبلوم ستموت".

.

جثت أندريا أرضا تناظر الباب الذي أغلق للمرة الثانية وبلوم مذهولة هي الأخرى شاردة بالباب ولكنها تداركت وضعها تجثوا بجوار حبيبتها وتضع كف يَدِيها بين يَدَيْها "أندريا" نطقت باسمها تجعل أندريا تدير رأسها رويدا باتجاه بلوم "بـ...ـلوم" قالت أندريا ترفع يدها المرتعشة وتضعها رويدا على وجنة بلوم.

.The BLACK door | الباب الأسود.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن