02|دَمٌ نَقِـيْ

1K 44 7
                                    

ʚɞ

حسناء تقف أما باب أسود نُقِشَ عليه الرقم 38 رفعت يدها تحتضن مقبض الباب بأناملها ثم تنهدت بصوت عالِ.

.

"ستتم محاكمتك بعد ساعات قليلة" لفظت عجوز بينما انهمكت برَي زروعها، وقفت الحسناء من على مقعد المكتب وتحدثت "ستتم محاكمتي بعد دقائق" انتشلت العجوز نظرها الى الساعة المعلقة على الجدار وقالت "صحيح، الوقت يمر بسرعة".

.

بقاعة المحاكمة جلست الحسناء وسط القاعة الفارغة تماما لا يوجد أحد غيرها والقضاة وصورة الشاب مع بطاقة كتب عليها "الضحية".

"أندريا جايمز" تكلم رئيس القضاة ليعدل نظراته ويحدق بها "تبدين أصغر من عمرك بكثير" بتعجب تحدث ينقل نظره إلى الملف الذي يُعرفها حيث دُوِنَ هناك 'العمر:165 سنة'.

"أنسة جايمز أنت تَعينَ ما فعلته؟" سأل رئيس القضاة لتهز رأسها وتقول "لقد قتلت شابا أثناء ممارسة الجنس" كانت نبرتها واثقة وخالية من أي تحسر أو خوف.

.

طوقت ساعة رسغها، ساعة غريبة بعدد كبير من الرقَاصات والأرقام، أندريا تناظر هذه الساعة منذ فترة دون حراك.

هي بشقتها على مرقدها، هي هكذا منذ أسابيع، هي هكذا منذ نهاية المحاكمة.

.

"لقد قتلت شابا أثناء ممارسة الجنس"

"حسنا، ان هذا يطرأ كثيرا بالآونة الأخيرة ولأنها مرة الأولى فسيكون بيدك نصف سنة لتعثر على دمٍ نقي والشرب منه، أن انقضت المدة ولم تجدي المطلوب فأنت ستعدمين وهذا ما ينص عليه القانون".

.

كلمات رئيس القضاة ذاك تأبى الزوال، فخلايا عقلها ترفض حقيقة أنها أخطأت يوما، كيف حتى سمحت لذاتها بارتكاب مثل هذه الخطيئة.

الساعة تقول إن خمسة أسابيع مرة من المهلة المتوفرة "خمسة أسابيع" تمتمت أندريا بضياع.

ظهر شاب بغتة وناظرها لبرهة قبل أن يتقرب ويجثو أمامها "أندريا؟" تحدث لترفع هي نظرها باتجاهه قبل أن تتنهد وتنكر وجوده.

غير هو مسار نظره باتجاه أكياس الدماء التي تكدست على الأرضية بجوار سريرها، قام وحمل أحدهم ثم قال يخاطبها بعتاب "أتريدين الموت؟" ابتسمت بخفة قبل أن تنفجر ضحكا وتقف عاجلا لتصدر عظام هيكلها طقطقة لإطالتها الجلوس بذات الوضعية.

"ياااا أندريا ما الذي دهاك" صرخ يفجر كيس الدم بين قبضته وهي بمجرد أن لطخت بدم حتى تسارعت نبضات قلبها وبدأت بالهيجان تغير لون عينيها العسليتين الى الأحمر الرمزي ثم جثت تلعق الأرضية رغبة بشرب تلك الدماء.

مسح الشاب الدماء عن وجهه ليناظرها بعدم تصدق قبل أن يختفي.

.

دخلت الحسناء مكتب العجوز التي وقفت بذهول تقول "أندريا!" تقدمت تجلس على الأريكة بجانب الشاب الذي فجر كيس الدم بغرفتها سبقا ليقول "أخيرا نويت الوفود الى هنا" وردت هي مناظرة بلاط الأرض "دانيال لما أنت هنا؟" التفت هو يبصرها دون التحدث بحرف لتقول العجوز "سعيدة لرؤيتك تتهندمين مجددا" ودون أي تعابير شكرت أندريا العجوز وسألت "هل وجدتموه؟" استغرب الأخر قائلا "من؟" رفعت هي نظرها الى العجوز تقول "صاحب الدم النقي" ضحك هو بسخرية "ولما قد نبحث عنه من أجلك؟" ثم وقف يخاطب العجوز "سأعود حين تذهب" وقفت هي تدس يديها بجيب سترتها وتقول "لا داعي لتمثيل سمعتكما تتحاوران البارحة" غادر الشاب بينما دنت العجوز منها تتلمس بشرة محياها بقلق وتقول "اعتني بنفسك صغيرتي سنجده بأسرع وقت ممكن من اجلك".

.

.

دَمٌ نَقِـيْ

.The BLACK door | الباب الأسود.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن