04|قُـبْلَـة.

796 38 10
                                    

ʚɞ

هي فقط تشعر أنه ليس الأوان السانح لفتح الباب رغم جنوحها للقيام بذلك، بالكاد تناءت عن الباب لتسمع طرقا آفِلاً عليه فتهرع باتجاهه تضع قبضتها عليه لعلها توجس الطرق.

.

انتصبت وسط الباحة تغلق عينيها تَسْتَشعرُ طاقة الجميع ما عدى من صارت تلقب بفتاتها، دام الأمر لبرهة قبل أن تجد الفتاة التي تبحث عنها وتسير بكل ثقة باتجاه كلية الموسيقى.

الفتات تسير بمفردها وسط أحد الأروقة تضع سماعاتها وتنكر وجود المحيط حولها، تناظر الأرض وتدس يديها بجيبي سترتها، تفصل ذاتها عن المجتمع وعن الجميع وقاطع عزلتها وقوف أندريا بهندام ذا طابع كلاسيكي تلقي التحية ولكن الأخرى لم تسمعها لذا رفعت السماعات ببطء عن اذنيها وقالت "مرحبا" كان صوتها خافتا وبالكاد يسمع.

"هل جرحك بخير؟" سألت أندريا تخلق اتصالا نظريا بينهما ولكن الأخرى كسرته بتوتر ونطقت "نعم، شكـ...ـرا للمساعدة" تبسمت أندريا وتحدثت تناهز الصغيرة "ان كنت تشائين شكري حقا فما رأيك بتلبية طلب لي" رفعت اليافعة رأسها تسأل "ما...الطـ...ـلب؟" كانت تناظر كل شيء ما عدى مقلتين أندريا لشدة توترها فأندريا ذات جمال يعجز الإنس عن مقاومته.

"ما رأيك بقبلة؟" قالت أندريا تدنوا بوجهها من الأخرى التي وضعت يدها على شفتيها بسرعة جاحظة عينيها.

ابتسمت أندريا تراقب تلون وجه الأخرى بالأحمر تقول "أمزح أمزح ما رأيك بأن نصبح أصدقاء؟"

.

ظهرت على السطح مُقتربةً من دانيال الذي كان يقف عند الحافة "دانيال لما أنت هنا؟" التفت هو يبصرها باستغراب "انها فتاة؟" حدقت هي بالساحة لبرهة قبل أن تدرك أنه يتحدث عن صاحبة الدم النقي "نعم أعلم" ردت بكل هدوء وكأن شيئا لم يكن "ان كنت بخير مع النساء فلما لم تقولي؟" تحدث يعاتبها لتناظره وتبتسم "دنيال عزيزي هل سألت؟" بحلق هو بها للحظات قبل أن يرد "إيجاد رجال بدم نقي أصبح صعبا جدا هذه الأيام" غير الموضوع لتقول هي "نعم لذا استهداف النساء صار الحل الوحيد فبعد كل شيء ما الفائدة من وجودكم غير افتعال المشاكل" صمت هو لبرهة ثم نطق "أنا لن أرد" تراجعت هي لترد قائلة "طبعا لن ترد فأنت لا تملك شيء لقوله" وغادرت.

.

حملت طبق غذاءها ومشت فورا إزاء المقعد وقعدت تتناول غذاءها بصمت مقابلة الفتاة التي توترت تخلع سماعاتها ببطء.

.

حملت طاولتها ووضعتها بزاوية غرفة النادي حيث تجاور طاولة الفتاة وجلست تعمل على نحتها، بعد لحظات دخلت الفتاة لتلاحظ وجود أندريا بجوارها، تقدمت من الطاولة رويدا تقول "مرحبا" ابتسمت أندريا وأكملت عملها بينما جلست الأخرى تناظر أندريا بين الحين والآخر بتوتر.

.

توقفتا عن السير أمام باب الجامعة لتقول الفتاة "أخي سيوصلني الى المنزل" ثم انحنت بخفة وقالت "شكرا" وركضت باتجاه سيارة أخيها.

.

وضعت الجدة كيس دم على المنضدة أمام أندريا ولفظت "ألا تشعرين بالظمئ أنت لم تشربي شيئا منذ ثلاثة أسابيع" انتشلت أندريا نظرها تقابل الجدة وتحدثت "أنت تعلمين أنني لا أحب شربه بهذه الطريقة، إن كنت سأفعل فأحبذه طازجا" تنهدت الجدة تقول "أندريا خلصي نفسك بسرعة" هزت الأخرى رأسها لتبتسم وتختفي في حين ظلت الجدة مهمومة.

.

.

قُـبلَة.


.The BLACK door | الباب الأسود.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن