01|مَرْقَصْ.

1.4K 46 6
                                    

ʚɞ

حسناء تقف أما باب اسود نقش عليه الرقم 38.

.

ثوب قرمزي يظهر أسارير بدنها الآسرة وشَعْرِهَا الكحلي المسهب وملامحها الآسيوية الفاتنة وأدمتها البيضاء.

هي مثالية ببصر الإنس وكم وقع الذكران والنسوان بغرامها.

توسطت مرقدًا بحُجرة شاغِرة، رفعت أناملها تَلُفُ خُصلات شعرها حول مشبك قرمزي اللون ثم انتصبت إزَاءَ المرآة تناظر رونق حلتها.

مرقص كان مقصدها الأول والوحيد حيث جلست تراقب ترنح اليافعات هنا هناك على ذلك المسرح الصغير.

دنا منها فتي بأول العشرينات من دهره يبدوا من الفئة الحريرية، يضع قبضته على كتفها ويلفظ بنبرة مستفزة "هل باتوا يرخصون لنساء بالقعود بين الرجال؟" ولم تعره أي انتباه فقط اكتفت بإبعاد قبضته ثم وقفت تخطو الى مقعدٍ أخر وقبل أن تَقْعُدَ خلعت معطفها الّأسود الطويل مُظهِرةً حذافير جسدها الرشيق الذي واءم الثوب القرمزي بطلعةٍ أخاذة وملفتة للأنظار.

تلألأت أعين الشاب فهرع يسحب كرسيا ويضعه بجوار مقعدها ليسأل بلباقة "وما اسم الحسناء؟" أسندت بدنها على ظهر المقعد وانتشلت قدمها اليسرى لتعتلي يمناها، تصب كل تركيزها على رقص الراقصات وكأنه لم يحاورها قط.

قطب هو حاجبيه يشعر بالحنق لتجاهلها كلماته فأغلب الحاضرين هنا مغرورون لدرجة لا توصف.

مرت الليلة على خير وسلام، تمتعت الجميلة بشرب وتناول ما لذ وما طاب بينما تبصر متباين العروض الراقصة.

وحين بدأ الملل يتسلل الى خوالجها استقامت ترتدي معطفها رويدا وخطت نحو المخرج.

تسير بثقة وسط شوارع مدينتها الهفة لكونها بأوان متأخر جدا من الليل حتى شعرت بخطوات سريعة تلاحقها، ابتسامة باهتة زينت ثغرها فهي لم تضاجع أحدهم منذ فترة وحقيقة أن مطاردها ذو جسد مثير تذهلها.

توقفت عن السير تلتفت وتعود أدراجها مقتربة من مخبأ ملاحقها الذي كان يحتضن ذاته خلف سيارة متوسطة الحجم ومن غير الشاب السابق سيكون.

وقف مقننا مُضَبِطًا هندامه قائلا "هل تلاحقينني؟" ولظرافته ضحكت هي تضع كفها على صدره "ما الـ..."بالكاد تحدث لتدفعه هي وإذ بهم على ذات المرقد السابق بغرفتها.

هي تعلوه وهو لشدة دهشته تجمد يناظرها بهجوع، تمردت أناملها تفتح أزرار قميصه ريثما عجز هو عن الحراك وأخذ يحاول الصريخ ولكنه معاق تماما عن القيام بأي شيء.

دنت هي تهمس بجوار سَمعِه "عليك التخمين مرتين قبل تعقب شابة مثلي".

.

.

مَرقَص.



.The BLACK door | الباب الأسود.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن