"البارت التاسع"

31 3 10
                                    

علاء ببكاء وصوت متقطع: الحقني ياعادل تعالي بسرعه عالمستشفي ماما مش بخير
عادل بخضه: في اي اهدا ماما هتكون كويسه انا جاي حالا
بعد القليل من الوقت وصل عادل المستشفى وقام باحتضان أخيه يحاول تهدأته لكن بلا جدوي حتى خرج الدكتور من الغرفه وقال
"الأعمار بيد الله البقاء لله وحده ربنا يصبركم" ثم رحل وجلس علاء في ارضية المستشفى يبكي ويصرخ بشده: ليييي ياأمي سبتيني لي انا محدش كمل معايا غيرك انا ماليش حد الا انتي ازاي هدخل البيت من غير ماجي اسلم عليكي وتدعيلي وازاي هبدا يومي من غير دعوتك ومين اللي هيسهر علي تعبي زيك انا ماليش غيرك انا عارف اني كنت سيء جدا بس انا بحاول اصلح من نفسي لي سبتيني انا كنت عاوزك تساعديني وتكملي معايا انا طريقي فاضي ومش هعرف اكمله من غيرك اااااه يارب
جلس عادل يواسي اخيه وتتساقط الدموع من عيناه ويتمتم بكلمات مواساه: انا لله وانا اليه راجعون دا اجلها وربنا يصبرنا اجمد ياخويا مينفعش نضعف هي ربتنا على اننا لازم نقوي في المواقف دي
ثم صمت عادل ومسح دموعه وقال: رحمة الله عليكي ياأمي كنتي الأم والأب الظهر والسند والحضن والاحتواء تركنا أبي مسبقا فقمتي بدورك ودوره معا كنتي نعم الأم لكن شاء الله أن تذهبي إلى حيث أتيتِ فسأنتظر لحين قدومي إليكِ وإلي ذلك الحين سنظل علي تواصل بالدعاء
وضم اخيه بشده حتي بدأ يهدأ وقام بمحادثة نوران زوجة اخيه وأخبرها بما حدث لتأتي
انهارت نوران ووقع الخبر عليها كالصاعقه فهي الوحيده التي احبتها في هذا المنزل وكانت تهتم بحالها دائما كانت بمثابة أمها التي لم تلدها
اخبرت نوران الجميع وهاتفت مرام واخبرتها بهذا الخبر المفزع واغلقت الهاتف ثم ذهبت هي وأسرتها بأكملها للمستشفي
وحينما وجدها علاء ارتمي بأحضانها وظل يبكي بشده
كانت نوران تحاول تهدئته لكن لم يهدأ بالمره وظل يبكي بشده ويصرخ ويقول:
سابتني ومشيت يانورا سابتني ومشيت هي قالتلي هتفضل معايا الاول بابا واللي صبرني وقواني وجودها ودلوقتي راحت انا مبقاليش حد متسيبينيش عشان خاطري انا مش هعرف اكمل من غيرك انا مش هعرف اكمل اصلا خليكي معايا متسيبينيش زيهم انا مش قادر على فراق حد تاني انا تعبان
وظل على هذا الوضع حتى فقد الوعي واعطاه الدكتور إبرة مهدئه وعلى الجانب الآخر كان اخيه الصغير هو الذي يسعي في الاجراءات حتى انتهي وحان موعد الدفن
كانت نوران بجانب علاء في هذه المحنه بالرغم من صمته الذي حل من حين استعادته للوعي وهو صامت ولا يتحدث فهي اعتادت على ذاك المشاغب الذي يثرثر دائما ويضحك ويشعر بالراحه عندما يقم بتعصيبها وجنونها كانت تعلم ان هدوئه يخفي خلفه انهيارات كثيره وذكريات تتضارب بداخل عقله هي لم تراه ضعيف هكذا من قبل..
انتهت مراسم الدفن وكان العزاء على المقابر فقط وعاد الجميع لمنازلهم وبقت مرام وزوجها مع عادل الذي اصبح وحيدا بشكل كامل بعد رحيل والدته حتى أنه للمرة الأولى الذي يدخل البيت ولا يراها جالسة على الأريكة تشاهد التلفاز دمعت عيناه وجلست مرام بجواره وضمته الي حضنها وفي ذلك الحين انفجرت عيناه بالدموع من دون ان يتفوه بكلمة واحده ظل يبكي بحضن اخته حتى غفت عيناه فتركته يستريح وكانت الوحيده التي تخفي حزنها الشديد على رحيل والدتها بداخلها وكانت تبكي في صمت حين وصلها الخبر، نامت هي الأخري بجانب أخيها في الغرفه وحل الصمت والهدوء في المكان
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
في منزل هناء
مصطفى: ربنا يصبرهم يارب
الأم: كنت عاوزة افضل معاهم انهارده بس قولت بلاش
مصطفى: مش عارف بس الأجواء مش تمام وانتي تعبانه اصلا فارتاحي انتي بس وخدي علاجك
الأب:ربنا يحسن خاتمتنا جميعا يابني ويرحم موتانا وموتي المسلمين اجمعين
مصطفى: عاوز اقوم اكلم نوران اطمن عليها واعرف الأجواء هناك هديت ولا لسه
الام: لا متتصلش زمانهم نامو اليوم كان متعب وطويل اكيد نامو الصبح ابقا اتصل
مصطفى: مش عارف مالي قلقان كده
الام: لا متقلقش الصبح اتصل
مصطفى: حاضر
على الجانب الآخر كان يحمل علاء صوره تجمعه بوالدته ويشاهد ملامحها بتمعن في هدوء تام حتى ربتت نوران على كتفه وقالت: سيب الصوره انت ماسكها من ساعة مارجعنا قوم خد دش وتعالي كل انا خلصت وانت مكلتش حاجه من امبارح بليل
نظر لها علاء نظرة مليئة بالأسي وقلة الحيله وقال: مش قادر
هو انا ينفع اسأل سؤال
نوران باستغراب: اسأل
_هي سابتني عشان انا طبعي وحش زي مالكل سابني هو انا محدش هيفضل معايا واي حد هيكمل معايا هتحصل حاجه تخطفه مني هو انا مش قادر احافظ على الناس لي عارفه هي دايما كانت تقولي اني كويس وطيب بس عيوبي محتاجه مواجهه واني جبان ومش عاوز اواجهها وبظهر اني متكبر عشان مااحسش بعيوبي هي كانت صح بس انا مكنتش مستعد اغير من نفسي
ولو اعرف انها هتسيبني كده كنت غيرت من نفسي انا مكنتش مستعد اخسرها انا عارف ان عيوبي كتير وكانت محتاجه مني مواجهه عشان اصلحها بس انا معملتش كده انتي هتسيبيني زيها صح لو قولتي اه مش هزعل انا عارف اني طبعي وحش والكل هيسيبني كده كده
جلست نوران بجواره ومسكت يده وردت بهدوء وقالت: لا هي مسابتكش عشان طبعك او عيوبك هي جه معاد لقاءها مع ربنا كلنا هنموت بس لسه وقتنا مجاش هي سبقتنا هناك عند ربنا في جنته ربنا رحمها من المرض والعذاب في الدنيا فخدها عنده عشان متتعذبش هي في مكان احسن صدقني واحنا كلنا ملك لله مش هنعز على اللي خلقنا انت عيوبك طبيعية كل انسان مننا ليه عيوب وليه مميزات الفكره انه يتقبل ده ويتصالح مع الفكره دي عشان يقدر يصلح من نفسه انت مش ضعيف وعيوبك مهما كانت اي تقدر تغيرها لو انت عاوز ده محدش بيسيب حد عشان طبعه اللي هيحبك هيكمل معاك وهيقبلك بعيوبك ومميزاتك وهي مسابتكش هي كانت بتحبك بس ربنا خدها عنده شويه وهنتقابل بعدين هييجي وقت وهنقابلها تاني عنده وانا موجوده مش هسيبك ولا هروح في حته قوم يلا اتوضا وصلي وتعالي ناكل
علاء بحزن: معاكي حق، ربناا يرحمها ويغفرلها يارب وانا هصلح من نفسي عشان تكون راضيه عني فين ماكانت بالمناسبه كنت عاوز اقولك شكرا عشان فضلتي جنبي ومسبتنيش
نوران بابتسامه مصحوبه بحزن: مفيش شكر بينا يلا قوم اتوضا وصلي
انتها الاثنان من العشاء ودخل علاء الغرفه لينام لكن كانت حرارته مرتفعه ويشعر بصداع شديد بداخل راسه
فظلت نوران بجانبه تهتم به حتى ذهب في نوم عميق وغفت بجواره وهدأت الأجواء بعد الانهيارات المتتاليه خلال اليوم
وفي صباح اليوم التالي استيقظت نوران باكرا واحضرت الافطار للجميع وهاتفت عادل واخته وزوجها ليصعدو للطابق العلوي لتناول الافطار وبينما يجلس الجميع لتناول الافطار قاطعهم صوت رنين هاتف علاء والذي كان في محل صدمة كبرى ثانيه..

يتبع..

"ترياق_قلبي" حيث تعيش القصص. اكتشف الآن