البارت_الثالث_عشر

22 2 0
                                    


الأم: اي ياهناء اتأخرتو ليه
هناء بهدوء: مصطفى داخ شويه وجاله هبوط مره واحده كده فدخلت الصيدلية معاه قاس الضغط وخرجت شربته عصير وهيفوق شويه ونيجي عشان يعرف يسوق وهو مركز
الام بخوف: يعني هو دلوقتي فايق كده ولا مش مركز
هناء بطمأنينه: متقلقيش ياحبيبتي هو كويس زي القرد اهو مفيهوش حاجه هو كان بيستعبط عشان يدفعني انا حق العصير بس على مين دا بعده هخليه هو اللي يدفع برضو
الام: يبت خلي عندك دم
مصطفى: يختي انا مش مستنيكي تدفعيلي حاجه انا هدفع ولا الحوجه لاشكالك
هناء بضحك: مش قولتلك بيستعبط ياماما اهو فاق اهو
الام: طيب استعجلو عشان نرجع البيت احنا مستنينك عند نوران
هناء: حاضر
دق جرس باب المنزل فقامت نوران لتفتح الباب لسلفها عادل
عادي: مساء الخير ياجماعه متجمعين عند النبي وانا بقول بيتنا منور انهارده معرفش انكم هنا
والد نوران: منور بيكم ياغالي تسلم
والدة نوران: مبروك ياحبيبي ربنا يوفقكم ويجعل اموركم كلها خير يابني يارب
عادل بفرحه: الله يبارك فيكي ياست الكل
عانق عادل اخاه الاكبر وقال له: الشركه مستنياك يابرو انا فيصت بدري
فابتسم له علاء وبادله العناق وجلس الجميع بعدها وسكنت الاجواء قليلا لكن قطع هذا الصمت جرس الباب ثانيةً والذي كان يُدق بطريقة مجنونه
نوران: اكيد اللي حطت ايدها ع الجرس دي هناء المتخلفه
هناء من خلف الباب: سامعاكي على فكره ولو دخلت هزعلك
نوران: مين قال اني هدخلك اصلا ياروحي انتي تنامي برا عالسلم دا مقامك واخرك اساسا
هناء بغضب: بقا كده طب والله لاوريكي
واخذت تطرق الباب بيد واليد الاخري على جرس المنزل ففتحت نوران الباب فجأة ثم تحتمي هناء خلف ظهر اخيها الاكبر
نوران بانفعال: خدي يبت ياهبله انتي بقا ياربي طفله مجسده ف الوليه الشحطه دي
هناء بغيظ: انا وليه انا وليه يامصطفي!!
مصطفى بضحك: لا ياروحي خالص دانتي نسمه جميله (سامحنا يارب)
هناء: بتقول حاجه ياحبيبي حاسه اني سمعتك بتقول حاجه
مصطفى: لا لا طبعاً انا اتكلمت وبعدين اتنيلي اوعي من ورايا خليني ادخل انا مش هفضل واقف عالسلم بسبب سيادتك
هناء: اه صح نسيت لامؤاخذه ادخل ادخل البيت بيتك
نوران: ربنا يصبرك ياماما والله العظيم
هناء: لا يقلبي متقلقيش اللي صبرها عليكي هيصبرها عليا عادي
نوران: طب اخرسي بقا
عادل: جدعاااان صدعتوني
مصطفى: حبيبي اللي مش باين
عادل: طالع عيني والله يابني  انت عامل ايه
قطع حديثهما هناء
ماما يرضيكي اللي بنتك عاملاه دا كانت مذنباني برا ياماما يرضيكي تعمل كده ف بنتك حبيبتك اللي باقيالك
الام: نوران والنبي يبنتي ارميها برا تانى دي هتقعد تصدعنا كنا هاديين وانتي مش هنا ياام لسانين ونص
هناء بغيظ: بقا كده ياماما وانا اللي جايه اشهدك عليها دا اي ياربي العيله اللي مفيهاش حد ناصرني دي
عادل بضحك: يبنتي دا الله يكون ف عونهم انتي من ساعة مادقيتي الجرس وانتي بتتكلمي قد كلامنا كلنا مرتين تلاته لسانك موجعكيش
هناء باستفزاز: لا لسه اول مايوجعني هقولك معلشي ياعادل هات لسانك اتكلم بيه عشان لساني وجعني
عادل بغيظ:  مش هينفعك انا راجل صامت معظم وقتي وانتي ثرثاره لساني مش هيسعفك
هناء بغضب: جبتو الجدع الرخم ده  منين هو اي ال جابه اصلا يلا ياماما نروح من خرج من داره اتقل مقداره يلا ياحاج وعلى فكره ياعلاء اخوك ده رخم اوي لكن انت سكر
نوران: امممم واي كمان
هناء: احم انتي هنا من امتا
نوران: من ساعة سكر
هناء بسخافه: وعسل وجميل  ودمه خف..  ولم تكمل حتى قامت نوران بغلق فمها
نوران: يلا من هنا احنا نعسنا وهننام اخرجي ومتجيش عندنا تاني يلا
قام اسرة نوران ليعودو للمنزل وودعو ابنتهم وذهب الجميع واحضرت نوران العشاء لعادل وعلاء وبعد انتهائهما من الطعام نزل عادل للطابق الأسفل ليستريح بعد يومه الشاق لكنه لم يجد للنوم سبيل من فرط تفكيره في تلك الفتاة العنيده الذي التقي بها في ذلك اليوم تمنّى لو رآها ثانيةً ففرط تفكيره بها اعماه عن بقية الأحداث الأخيره لكنه بعد وقت ليس بقليل وأخيرًا سكن في نوم عميق وداعبته الأحلام والخيالات التي تمنّى لو كانت واقعًا يحدث بالفعل..
على الجهة الأخري في منزل العم سمير كانت وعد تجلس صافنة شاردة الذهن تفكر في خبايا أقدارها وما تنوي الحياه على فعله معها فهي تخشي الصدمات لكنها الحياه
قطع شرودها دخول نورا للغرفه وبدأت في الحديث معها وقد بدا عليها التيه
نورا بشرود: هو اما الانسان يحس انه عايش لوحده يعمل اي الكل معايا وحواليا ومعايا ربنا عارفه كده دلوقتي بس مع ذلك مبحسش بالأُنس عمري ماحسيت اني ليا ونس وحد مُستثنى ومختلف بالنسبالي ف المكانه وعمري ماحسيت ان حد مهتم انه يخليني سعيدة بالعكس انا البنت الاولي كان دايما واجب عليا اكون الدعم ومصدر النصايح والوحيده اللي اخطائها مينفعش تُغفر بسهوله لإني الكبيره ولا ينفع اكون حزينه قدامهم لإنهم مش هيفهمو السبب ورا حزني اي بس انا تايهه اوي انا واحده جت الدنيا لقت ليها اخ كبير دايما مشغول مع صحابه وكل علاقته بيها حطيلي اكل اكويلي هدومي صحيني بدري اغسليلي الكوتشي وهكذا لكن مجاش يقولي بتحبي اي بتكرهي اي شكلك مدايقه تعالي ننزل شويه مفيش عنده كل ده واب دايما مشغول ومش بيفضالنا وام ماتت بعد ماولدتني بأيام واتربيت مع مرات ابويا اللي كانت في بداية الامر قاسيه عليا جدا ومكنتش بتتعامل معامله عاديه حتى كانت معاملتها وحشه جدا وبعد كده بقت تعاملني عادي من باب الشفقه عليا لاني يتيمه وكدا وعيالها زي ماشوفتي كده دايما خناق مع دعاء وبحس انها كلها حقد ومفيش جواها حاجه كويسه من ناحيتي انا واي حد من عيله ابويا دعاء اصلا مش اختي هي بنت مرات ابويا فمبتحبنيش مع اني والله كان نفسي تحبني ونتعامل عادي بحب واخوه دي حتى ضعف قلب البنات مش عندها وقلبها قاسي جدا انا بحبهم كلهم والله لكن زعلانه اوي لإني معرفتش معني الحنيه منهم ولا حسيت بالدفا الأسري ولا اللمه اللي بتكون كلها حب احنا اه اسره بس بعاد كل البعد عن كل مشتقاات المعني دي تحسينا كده اه عايشين مع بعض بس كل واحد مع نفسه وعايش لوحده بس تحت سقف واحد كان نفسي جدا اكون وسط اسره سعيده ومترابطه ويكونلي ام حنونه تسمعني واحكيلها واخد رايها وتاخد رايي وتشاركني اسراري وتطبطب عليا كان نفسى ف اخ يكونلي سند ومأمن وملجأ وحد ارجع دايما واخد من خبرته ويخفف عني وميسبنيش لوحدي واب حضن ليا ومأوي من كل اسي العالم الخارجي كان نفسي نتجمع ونضحك ونحكي ونهون على بعض كان نفسي في حاجات كتير اوي محصلتش بس مازلت بتمناها مش معترضه على قضاء ربنا خالص ولا على انه خد ماما بس انا مفتقده وجودها وبجد هي سايبه فراغ كبير جدا فقلبي
وعد بحزن: فاهماكي وحاسه بيكي جدا يمكن احنا شبه بعض ف دي كمان بس الفرق انك اتحرمتي من حنانها غصب عنها لانها مبقتش في الدنيا لكن انا اتحرمت منه وانا معاها اصلا فهي عايشه وموجوده عالدنيا اه لكن عمرها ماقامت بدورها كأم وعمري ماوثقت فيها ولا ف قراراتها ولا في كلامها واوقات كتير بحس ان انا تقيله عليها جدا وبتتمني تخلص مني ف اي وقت امي كل همها في الحياه الفلوس والغني وبس لكن انا مش في حساباتها خالص ومعتقدش  اني هكون اصلا وحقيقي ممكن ده اكبر احزاني لكن لعله ابتلائي في الحياه يكون قسوة امي ويكون نجاتي في الاخره هو الصبر عليه
نورا بشفقه: ربنا كريم ياحبيبتي ومش سايبنا لوحدنا بالعكس هو رحيم جدا ومعانا دايما فمتقلقيش وادعي يحنن قلبها عليكي هو قادر على ده جدا
قطع حديثهما صوت العمه حنان وهي تنادي على وعد بعصبيه فانتفض الاثنتان وقاما ليعلمو لماذا تنادي بتلك النبره التي توحي بوقوع مصيبة ما..

يتبع...

"ترياق_قلبي" حيث تعيش القصص. اكتشف الآن