غضبت تلك المرأة وبشدة لكنها لا تستطيع قول شيء للأميرة.
.
.
تشعر ماري بأن عليها الإبتعاد فإتستأذنت وسحبت يد هانا وذهبتا ناحية ويليام.
.
.
ويليام: لما تبدوان وكأنكما خرجتما من سباق؟
ما الأمر؟
.
ترفع ماري حاجبها وتنظر له بسخرية قائلة:
لا شئ كنت احارب دباً قطبياً داخل حربٍ باردة...
.
تعجب ويليام وقال:
تباً لم تمر عشر دقائق مع من تشاجرتي.؟
.
.
حمقاء تحشر انفها في ما لا يعنيها...
.
ايمكنني ان اعرف من هيا؟
قفزت ماري من مكانها وصرخت: هييي.! لا تظهر من اللا مكان هكذا!! ان هذا مخيفٌ يا رجل!
.
كان ذلك علي..:
هذا ليس وقت المجادلة..، من ازعجك هنا..؟
.
.
توترت ماري فهي تعلم ما سيحدث لتلك الفتاة اذا وقعت تحت يدي زوجها..
.
انسى الأمر لقد كنت مزعجة انا الأخرى فلا الومها.
.
.
انزعج عليّ: ماري لن أؤذيها لكن اخبريني ماذا حدث على الأقل.
.
.
اطمأنّت ماري قليلاً واخبرته بما حدث لكنها لم تقل له اي فتاة قالت هذا.
.
اقترب عليّ منها وضمها اليه بهدوء وقال متنهداً:
آههخ يا إلهي..، لن اتركك هنا بمفردك الا بعد اسبوعين على الأقل..
.
.
ابعدت ماري ذراعه قائلاً: ووه ووه ماذا؟؟
هل سآتي الى هنا مجدداً؟؟
.
بعينٍ ضيقة وابتسامة ثقة قال لها:
بربكِ مولاتي..، لقد وعدتكِ بأنني سأعتلي ذلك العرش اللعين في اقل من عشرين يوماً، وتبقى لي اقل من ستة عشر فقط، لذا بالطبع سأفعلها.
.
.
ذهب ولي العهد لأخيه الأكبر لإبلاغه بأن الملك والملكة يستدعونهما.
.
انزعج عليّ وبشدة بسبب استدعائهما لزوجته ايضاً لكنه لم يكن امامه خيار سوى الإستئذان والذهاب لهما.
.
.
صعدت ماري السلالم بتوتر قابضة رداء عليّ.
.
امسك عليّ يدها الراجفة وقبلها قائلاً:
مولاتي.. ماذا قلت لك من قبل؟
اعتبريني درعكِ الحامي..،
لن اسمح لأحدهم بإزعاجك حتى.
.
.
.
*طرق على الباب*
.
.
"تفضلا"
.
.
انحنت ماري بهدوء وخوف من نظرات الملكة فنقرها عليّ بكتفه قائلاً: انت زوجة الأمير الأكبر.
اياكِ والإنحناء.
.
فردت الملكة بسخط: ليس لأنها زوجتك فيجب عليها ان لا تنحني لمن هم اعلى منها مكانة!
.
نظر لها عليّ بغضب وقال:
من تحسبين نفسك لتنحني لك.؟
إلهاً؟ رسولاً؟ نبياً؟ لا ، إذا لا يجوز ان تنحني لكِ.
انتِ لستِ رب العالمين ايتها الملكة.!
.
غضبت الملكة وبشدة وحينما رفعت يدها وحاولت صفع عليّ ظهرت شرارة تحاوطه واحرقت قفاز الملكة في صمتٍ تام من عليّ.
.
ارتعبت ماري وركضت نحو الملكة صارخة وهي تنادي مولاتي!
.
امسكت ماري بيد الملكة التي كان ينبعث منها أدخنة محترقة في فزعٍ من الإثنين..، صرخت ماري قائلة:
عليّ مالذي فعلته؟!
.
فرد عليا بهدوء:
هي تعلم انها لا تستطيع إذائي لأن هذا ليس جسدي وحدي..، ايتها الملكة، لا اضمن ما قد يحدث لكي ثانية فحتى ليفر يبغضكِ لذلك انا لست مسؤولاً.
.
وقبل ان تفتح ماري فهمها اكمل عليّ كلامه :
ماري ابتعدي عنها..، فأنا لا اريد إيذاء احدٍ اليوم.
.
واندفع عليّ ساحباً ماري معه إلى الخارج بغضب شديد وقال لها: تباً... ماري لا تثقي في أحدٍ من هذا القصر الا بمن اقول لكِ فقط.
.
.
رأى ولي العهد عليّ وهوا مغادر للقاعة برفقة ماري وتعتليه علامات الغضب فتبعه بسرعة وامسك بكتفه قائلاً: اوي انتَ.. ماذا حدث؟ هل فعلوا شيئا.؟
.
ردت ماري عليه بقول: لا اعلم ماذا حدث لكن حاولت الملكة صفع علي فتأذت يدها واحترق قفازها..
.
لم يتعجب ليندو كثيراً فهو يعلم ان ذلك اللقاء لن يمر بسلام لكن ما اثار حيرته هو لما حاولت الملكة صفع عليّ...
.
.
.
وصلوا الى بقية الحاضرين حيث يقف الجميع فنبه عليّ ماري هذه المرة من ان تتحدث مع أحد خصوصاً ان كان رجلاً.
.
اقتربت منها رنا لمعرفة ما حدث واخبرتها ماري بكل شئ منذ طرق الباب إلى السلام عليكم.
دهشت رنا وقالت لماري: ابنتي رجاءاً لا تقتربي من تلك المرأة...، نحن لا نعرف ما قد تفعله لكِ.
.
هل هي سيئة إلى هذا الحد.؟
رنا: ليتها سيئة الى حد ما ... انها امرأة فظيعة غليظة وقاسية ! رجاءاً احذري منها..
.
اقترب عليّ من ماري ونظر لها عن كثب وظل صامتاً لمدة دقيقتين تقريباً.
.
إن هالتكِ مشوشة يا فتاة..
-ها؟ كيف تكون مشوشة ؟ انها ثابتة دائماً مهما فعلت..
.
تنهد وقبَّل رأسها قائلاً انه سيعرف السبب ويصلحه.
.
بدأ يوسف بالشعور بالملل فلا يوجد شيء يمكنهم القيام به وهم جالسون فنهض وقال انه سيتجول فالحديقة بحثاً عن شيء ليفعله.
.
.
.
كان يتجول بين الحديقة الملكية فلمح إمرأة جالسة على ركبتها وترتب الزهور.
.
تعجب يوسف فهذا عمل يتم القيام به قبل الحفلات الملكية بأيام وهذه المرأة لا تبدو نبيلة او حتى من عامة الشعب اي انها ليست من المملكة.
.
.
من انتِ.؟
-بسم الله.! في ايه يعم الشبح أنتَ خضيتني !
.
ذهل يوسف مما قالته فهو لم يسمع تلك اللهجة من قبل فتأكد انها غربية.
.
قلت من أنتِ ؟ ولما تتحدثين هكذا.
-اولاً لا يخصك ثانياً لا اجيد لهجتكم تماماً.
آه صح ومبتفاوضش مع فلاحين.!
.
رفع يوسف سيفه ووجهه لها بنظرة جادة فإنهارت الفتاة من الضحك حتى قبل ان يتكلم فقالت له بسخرية: ووه يا إلهي اني خائفة.! هاها.!!
لو اردت قتلك لرأيك دمائك يسيل على الأرض في هذه اللحظة ولا تقلق. لن يعرفني احد فكما خمنت انا غريبة اي ليس ليه هوية هنا على ماذا سيعاقبونني؟
.
.
سمع يوسف صوت ابنته الصغيرة وهي تبحث عنه فوضع سيفه جانباً و التفت لها فإستغلت تلك المرأة فرصتها واسرعت الي جوادها وهربت الى الغابة.
.
.
والدي من هذه المرأة؟
*قبَّل جبينها*
-مجرد متطفلة لا تشغلي بالكِ بها،
ما الأمر هل يحتاج عليّ لشئ.؟
.
لا انا اريد العودة للبيت هذا الفستان مزعج واشعر بالنعاس وبالكاد تحملني قدماي!
.
.
حملها بين يديه كالطفل الصغير ساندة رأسها الى صدره.
-لا تقلقي يمكنكِ النوم بسلام.
الست ثقيلة على ذراعيك؟
-تمزحين؟ انتي اخف من دروع التدريب..
.
.
.
لمحه عليّ يدخل الي القاعة حاملاً طفلته النائمة بين يديه.
.
.
[مالذي كنت تفعله خارجاً ؟]
-هل تصدق رأت احد اللاجئين من مجازر النصارى في الشرق الأوسط في حديقة القصر تعبث بالزهور...
يا رجل شخصيتهم غريبة ولهجتهم اغرب !
[لا تقلق ستعتاد عليهم قريبا.]
-لا اعتقد، تعلم؟ ظننت ان ماري وقحة لوهلة الى ان رأيت هذه المرأة.
.
يقطاعه صوت من خلفه: اعذرني من تنعت بالوقحة؟
.
[اه ماري كنت سأناديك حالاً.]
لما ؟
[اريد تعريفك على خطيبة الدوق الأول بدلاً من جلوسك وحدك هكذا.]
حسناً اعتقد انه لا بأس... إذاً اين هي؟
.
انحنى مادداً لها يده كرجلٍ نبيل:
اتسمحين ؟
.
مبتسمةً بسرور ممسكة بيديه: بالطبع.
.
.
يلمح الدوق الأكبر صديقه القديم "براين" قادماً نحوه مع زوجته فيبتسم له بسرور.
.
كيف الحال يا إبن العم.! اشتقت لك حقاً.
[بأفضل الأحوال ماذا عنك كارلوس؟]
الحمدلله تجارة الدوقية الشمالية في إزدهار وسأقبل على الزواج قريباً من الآنسة كِيندا مورون ..، صحيح عزيزتي لم اعرفك هذا هو الأمير الأول براين براون وهذه زوجته الآنسة..
[الأميرة ماري براون.]
.
تغيرت ملامح ماري ونظرت له بدهشة:
أميرة؟؟
.
قهقه عليّ قائلاً:
بالطبع ماذا تحسبين؟
لقد تزوجتي اميراً بالفعل لذلك انتي رسمياً
"الأميرة ماري براون".
.
نظرة خطيبة الدوق لها بإستغراب قليلاً فملامحها ليست كباقي العائلة الحاكمة او اي احدٍ من العائلات النبيلة فخمنت انها من عامة الشعب.
.
تحدث الدوق:
-كِيندا هلا تذهبين للحديث مع الأميرة قليلاً اريد الحدث مع جلالته على انفراد.
[براين فقط].
-حسناً إعذريني سأتحدث مع براين فقط.
.
.
كلا الفتاتين تجلسان بصمت دون الحديث لبعضهما فقطعت ماري خيط الصمت بسؤالها:
إذاً انتِ زوجة الدوق المستقبلية صحيح ؟
-نعم... يمكنك قول ذلك..، فأنا لست زوجته فعلياً إن الدوق كارلوس متزوج قبلاً ولديه ابن لكن زوجته متوفية قبل بضعة سنوات واختارني لأكون زوجته المستقبلية بما اني من عائلة الدوق بورون.
.
اعذريني أنا لا اعرف احداً من العائلة الملكية فعلياً غير زوجي..
-آه اذاً كما توقعت انتِ لستِ من النبلاء.
.
ليس حقاً لأنني حالياً اعتبر كما قال براين أميرة لكنني فالواقع من عامة الشعب..، لذااا هل يمكنك تعريفي على العائلة الملكية ؟
-حسناً نحن نوعاً ما نعتبر إمبراطورية لسنا مملكةً بعد الآن، لكن سأعرفك على الجميع على اي حال..
.
.
.
نبدأ بجلالته الإمبراطور غالدن براون وزوجته الإمبراطورة فيونا براون.
.
وننتقل للأمراء.
الأمير الأول السيد "براين"
والأمير الثاني او ولي العهد "ليندو"
والأميرة الصغيرة الأنسة "ماريان"
واعتقد انك التقيتي بهم جميعاً صحيح.؟
.
ههه... نوعاً ما..
(ماذا لو علمت ان اول لقاءٍ لنا كان فالزنزانة..)
.
حسناً تالياً ابناء العم الثلاثة،
الدوق الشمالي او الدوق الأكبر سيد كارلوس زي كورلان..، هذا خطيبي بالمناسبة لقد التقيته سابقاً.
.
ودوق الضفة الغربية سيد دييجو ثيس.
سأحاول ان اجعلكِ تقابلينه لكنه منعزلٌ وكتومٌ جداً.
.
واخيراً الدوق الأصغر جولدين مورون وهو اخي الأكبر ايضاً ورث منصبه بعد عزل والدي.
.
دقيقة الازلنا كل هذا نشرح عن الدوقيات الثلاث ؟!
.
-نعم لازلت لم احدثك عن عائلات الكونت او الدوق الأكبر او غيرهم.
.
لا اعتقد انني سأحتاج لمعلوماتٍ اكثر حالياً.
.
-إذا، لم تخبريني انتِ الى اي عائلة تنتمين؟
او من اين انتِ فعلياً.
.
بجانب القطاع السابع للعاصمة.
في قرية اسمها ريليبيان.
لا اظن انك تعرفينها..
.
-فعلاً لم اسمع بها، ربما آخذها كوجهة سفر جديدة.
.
هل انتِ معتادة على السفر دائماً.؟
-كل نهاية اسبوع اذهب الي وجهة جديد سواء كانت مدينة او قرية، لما لا تأتين معي فالمرة القادمة ؟
.
صدقاً لن يتركني براين آتي معك بسهولة..،
اما ان يرفض او يأتي معي، انا متأكدة انه لن يتركني اذهب معك.
-يا فتاة هذا مبالغ به..
.
اهدئي انه قادم..
.
[ماري هل تريدين العودة مع يوسف،او ستنتظرينني الى وقت انتهاء الحفل؟]
.
رفعت كِيندا اعينها على براين وابتسمت بلطف:
اعذرني مولاي، لكن هل لي بطلب.؟
.
قطب حاجبيه ونظر لها فهذه اول مرة تتحدث معه:
تفضلي.
.
بصوتٍ رقيقٍ هادئ: هل يمكن لماري القدوم معي بعد بضعة ايام الي المدينة الي سأزورها فالقطاع الثالث.؟
.
رد صوتٌ من خلفهم:
آه صحيح لما لا تسمح لها بالذهاب مع كِيندا.؟
.
[اعذرني كارلوس لا يمكنني تركها بمفردها على طريق سفر فهي لا تعرف الكثير من المدن وقد تتوه او تصاب بمكروه].
.
كارلوس: لا تقلق.. طالما انها تحت حمايتي فلن يصيبها مكروه.
[صدقاً....آهخ ما باليد حيلة،لكن هذه المرة فقط.]
.
[لم تجيبي على سؤالي مع من ستذهبين؟]
سأعود للبيت فأنا اشعر بالتعب حقاً.
[إذاً اسرعي لأن يوسف سيغادر الآن.]
.
.
.
جالسة داخل العربة تنظر للسارح في الغابة من وراء النافذة وللصغيرة الجالسة في حضنه ساندة رأسها على صدره، نائمة بهدوء غارقة في احلامها.
.
يلاحظ هينري الذي اصرت ماري على صعوده معهم فالعربة اخته التي تتمعن في تفاصيل الصغيرة في شرود.
.
ابتسم ووضع يده على كتفها ساحباً اياه لتسند رأسها على كتفه.
.
مرت عشر دقائق الى ان وصلوا إلى بيت يوسف.
.
يوسف: ماري سنزلين معنا هنا الى أن يأتي عليّ فهو سيطيل البقاء هناك اليوم وقد يعود غداً.
.
سحبها هينري إليه ونزل معها من العربة ونظر ليوسف وقطب حاجبيه قائلاً.:
إذاّ بالتأكيد لن تمانع اذا بقيت مع اختي الصغيرة الى ان يأتي زوجها صحيح.؟
.
بالطبع بيتنا يتسع للجميع.
* رد يوسف بإبتسامة صفراء. *
.
يتبع.