كان الجميع سعداء ويتبادلون اطراف الحديث ونحن جالسين بجانب بعضنا البعض.
.
نظر لي براين بعينٍ تلمع كاللؤلؤة واردف قائلاً:
إذا لم تخبريني..، هل انتي مستعدة لإعتلاء العرش "يا مولاتي".؟
.
اتسعت عيني من صدمتي بسبب سؤاله....
-اياً كان ما ستفعله..، فأنا سأكود اكبر داعمة لك.
.
.
(ويعود السرد للكاتبة)
.
.
لم يشعر عليّ بنفسه الا وهو يقهقه عالياً ويقول:
صدقيني... اعدك انك ستحيين حياة افضل من حياة الملوك بذاتهم.
.
باعدت نظرها عن عينه فهي ضعيفة امامها. وابتسمت له واكتفت بالنظر للأرض صامتة.
.
.
مر نصف ساعة على اتمام زواجهما رسمياً..،
تقدم سالم إلى اخته الي بدت عليها علامات السرور والراحة، وانزل عينه ناظراً لها بنظرات مليئة بالحب والعطف. وقال لها: بورك زواجك يا بندقتي الصغيرة.
.
نظر له براين متفاجئاً من اللقب الذي ناداها به. فقال: هي انها لا تحب هذا اللق_...
.
فقاطعته ماري قائلة: هو الوحيد المسموح له بذلك..، حتى انت لا تناديني الا بإسمي، ان هذا اللقب لسالم ليناديني به فقط.
.
شعر سالم بقليل من الفخر ان اخته قد منعت الجميع بمناداتها باللقب الذي اطلقه عليها.
فإنزعج عليّ ونظر له قائلاً: وإن يكن انها ملكي الآن يمكنني مناداتها بما اشاء.
.
المعذرة هل نسبتني لك كملكية تواً.؟
.
ضحك كلاهما عليها بقليل من السخرية..،
نهض عليّ ونظر لسالم وغمز له كتأكيد لبدأ خطتهم.
.
.
سالم: بندقتي هيا انهضي سنذهب الى مكانٍ اخر للإحتفال بزواجكما.
.
وقفت ماري مستغربة وقالت له: مكان؟ اليس هنا جيداً.؟
.
.
فرد عليها صوتٌ من الخلف:
لا اقبل بهذا كيف لصغيرتي ان تقيم حفلاً لزواجها في الغابة.؟
.
.
عرفت ماري الصوت فوراً والتفتت له قائلاً:
خالتي رنا؟؟، ظننتكِ لن تأتي.!!
.
اندفعت عليها معانقة اياها بقوة وفرحٍ كبير.
فبادلتها العناق مربتتاً على رأسها قائلة:
عليّ هو من اخبرني بهذا الخبر وكيف افوت مناسبة كهذه دون القدوم لتهنأتك.
.
.
تعجبت ماري..، فعليّ لا يعرف شئ عن تلك السيدة.
.
.
قطع حبل افكارها صوت عليّ وهو يخبرها ان عليهم الذهاب الآن.
حاولت ماري سؤاله عن وجهتهم لكنه اصر على ان تكون مفاجئة.
.
.
فأخذت ماري بيد سالم ورنا وقالت انهما سيذهبان معها صحيح.؟
.
فضحك علي وقال الجميع سيذهب معنا حتى هينري فلقد اتفقت معه مسبقاً
.
ضيقت عينها ونظرت له وقالت بشك: ها؟ انت لا تعلم ان اخي الثاني يدعى هينري، انا لم اخبرك حتى؟
.
دحرج عينه للأعلى قائلاً أنها سر المهنة.
.
.
.
بعد دقائق معدودة سمعوا صوت حوافر احصنة تقترب منهم فتوجه عليّ للباب قائلاً:
هيا لقد حان الوقت اتبعوني.
.
خرجت ماري لتتفاجئ بثلاث عرباتٍ ملكية فاخرة منقوش عليها بإحتراف.
.
مد عليّ يده لها بعينٍ مبتسمة وقال:
تفضلي مولاتي.
.
لم تتعجب ماري هذه المرة كثيراً من اللقب لكن راودتها الشكوك حول المكان الذي سيتجهون له.
.
.
صعدوا جميعاً العربات وطلبت ماري ان يأتي سالم ورنا معهما في نفس العربة فوافق عليّ وانطلقوا إلى وجهتهم المجهولة.
.
.
.
p²
.
.
.
بدأت اشعة الشمس بالهدوء تدريجياً إلى ان وصلوا الي وجهتم.
.
اتسعت اعين ماري بشدة وصرخت قائلة:
كنت اعرف.!!
لكن... لما اتينا هنا؟؟ انا لا اريد الدخول.!
.
نزل سالم ورنا من العربية وتبعهم عليّ..،
مد يده لها قائلاً: تفضلي بالنزول مولاتي.
.
.
هدئت ماري قليلاً بعد ان رأت نظرات عليّ فهي تفهمها جيداً وعلمت أنه لن يسمح لأي شخصٍ بالنظر لها حتى.
.
امسكت بيده ونزلت بهدوء واخذ بيدها ووصلوا لباب القاعة الرئيسي لكن الأخرين ادخلهم الحراس من بابٍ جانبي.
.
.
.
وهنا اللحظة المنتظرة.
.
فُتحت ابواب القاعة لتتوجه اعين جميع الحاضرين للثنائي بصدمة ودهشة.
.
.
ظلت ماري تسمع الكثير من الهمسات من حولها بشأنها وبشأن عودة ولي العهد السابق الذي ظنوه ميتاً..، مثل:
.
"من هذا الغريب.؟ اهو ولي العهد؟؟"
"كيف ومتى واين؟؟؟"
"له ان يقف امامنا بهذا الصحة والعافية.؟"
"ومن هذه المرأة التي يمسك بيدها.؟"
"آهه يا لحظها.."
"انها رائعة الجمال رغم انها لا تضع شئ على وجهها"
"اتسمي هذه بالجميلة.؟، انه اشبه بجنية مخيفة"
"انظري للون شعرها..، انها تبدو غير بشرية.."
"تباً انني احسد الأمير السابق"
.
.
.
نظر لهم ولي العهد بنظرة حادة ومخيفة جعلتهم يبتلعون السنتهم من الخوف.
.
لاحظ عليّ خوف وارتباك ماري لأنها لا تحب الإختلاط خصوصاً بهذا العدد الكبير جداً.
فإنخفض واقترب من اذنها وهمس قائلا:
طالماً انا معك ليتجرأ احدهم على الحديث معك..،
انه يومك ولن يفسدوه عليكِ.
.
اتسعت عيناها لأنها علمت السبب لقدومهم هنا..،
اراد عليّ ان يقيم لها حفلاً ليوم ميلادها العشرون،
لكنه لم يخبرها.
.
.
استقام عليّ واخذ بيد ماري وذهبا إلى حيث يقف الباقي..، وتحديداً اخوها هينري.
.
.
بمجرد ان لمحت عينا هينري ماري وبجانبها عليّ انزل رأسه للأسف بسبب هيبته وهالته الطاغية.
.
وبسبب ان ماري كانت اقصر منه رفعت ذقنه بيدها وابتسمت له ابتسامة صغيرة.
.
تلقائياً دمعت عينا هينري برؤيتها امامها.،
فكان يظن انها لن تنظهر لوجهه حتى بسبب توتر علاقتهم..، فلم يكن هينري الأخ المثالي لها او كانت تعزه كويليام او سالم.
.
ان هينري بطبع رجل ثقيل لا تدمع عينه حتى في اشد المواقف.
انه يحب ماري بصدق وربما اكثر من اخوتهم لكنه ليس بتلك الشجاعة مثلهم للتعبير عن حبه لها.
.
.
.
عانقته ماري قائلة انها ايضاً تحبه وتعلم انه سئ التعبير..
.
.
احتضنها هينري وبشدة واخبرها انه لو كان يملك الجرأة للتدخل يومها ما كانت لتقف هنا في هذه اللحظة.
.
مسحت دموعه واخبرته بأنها ليست غلطته فهي سعيدة بحياتها الآن.
.
.
قاطعهم صوتٌ من الخلف قائلاً: ميلاداً سعيداً يا طويلة اللسان.
كان هذا ولي العهد ليندو.
.
آههه شكراً لك ايها الوغد.
.
نظر اخوتها الثلاثة لها بتعجب. فهم يعلمون ان اختهم لا تستطيع ان ترد على أحد..، فما بالك بأن تصف ولي العهد بالوغد.
.
وتعجبوا اكثر ان ولي العهد لم يعلق على ما قالته بل ابتسم ابتسامة صفراء فقط.
.
.
لم يعجب عليّ الوضع فقال لهما: اوي انتما الى متى ستظلان كالقط والفأر هكذا؟
.
ردت ماري بصوت شبه مرتفع:
تمزح معي؟؟ هذا الرجل القى بي في زنانة وكاد يقتلني.!
.
نظر ويليام لعليّ بإنزعاج فهو الوحيد الذي يعلم ما حدث يومها وقال:
إذاً ما هو ردك.؟
.
.
ابتسم عليّ وقال:
رجاءاً نريد ان يمر اليوم على خير وسنعدل الأمور لاحقاً.
.
نظر لهما سالم وقال: انت وولي العهد لديكما نفس الإبتسامة الصفراء..
فردت ماري بسخرية: آهخ نفس الدماء تجري في عروقهما فماذا تتوقع.؟
.
.
.
.
قطع حديثهم صوت الموسيقى الذي يعلن عن بدأ الحفل.
ذهب كل منهم في زاوية وبقت ماري بجوار هانا لأن عليّ انشغل بحديثه مع النبلاء.
.
.
استأذنت هانا من عليّ ان تأخذ ماري ويذهبوا للتجول قليلاً فالقاعة فأذن لهما لكن اخبرها بأن لا يبتعدوا عنه كثيراً او عن يوسف.
.
.
ذهبا للتجول وتبادلا اطراف الحديث فتقدمت بعض الإناث بإتجاههم محاولين لفت انتباههم.
لكن ماري كانت تتوتر من الحديث وبشدة فكانت هانا كالمتحدث الخاص بها.
.
.
الا ان وجهت احداهن السؤال لماري قائلاً:
إذاً لما تزوجتي الأمير الأول بغير دراية عن اموريته.؟
.
انزعجت ماري من السؤال ولم ترد القول انه تم بيعها من قبل أهلها وأكتفت بقول:
آهه لقد عشت افضل حياة بالفعل لا احتاج ولم احتج للماديات يوماً لأحقق في هذه الأمور..، اوه صحيح وانا لا احب التقسى على ما لا يعنيني كحضرتك.