اندفع دراكون هالدور كالوحش مكبل، وكذلك كانت الحقيقة. كانت زنزانة عائلة ألفا عشيرة ذئاب سوداء هي سجنه في هذه الغرفة المظلمة. تقدم نحو الباب متسارعاً، يزمجر ويسحب القضبان الحديدية دون فائدة. في السنوات الأخيرة، تعلم كيف يسيطر على أعصابه ببراعة، كما علمه والده. دائماً يتصرف بحذر شديد، ولكن هذه المرة كان عاجزًا عن كبح هممه. قلبه لا يزال ممزقًا عندما اكتشف أن حبيبته لونا قد اختطفت على يد عشيرة الذئب الأسود.
الذكريات سممت روحه، ولم يستطع التخلص من هذا الهوس. دراكون، الذي كان عادةً لا يتزعزع وقوي أحيانًا، وجد نفسه يعجز عن مقاومة سحر فتاة مثيرة للشفقة. رغم قسوته السابقة، إلا أن نظرة عينيها الساحرة كانت كافية للسيطرة على قلبه. مقيد بسلاسل تتحكم في مشاعره، حيث كانت تتجاهله وتظهر لاهتمام لا مبالٍ. وعلى الرغم من كل هذا، كان يرغب في قطع عنقها، فلم يكن قادرًا على كسر السلاسل التي تقيده، ومع ذلك، لا يزال يتبعها. هذا الارتباط دفعه إلى حافة الجنون، حيث لم يسمح له بالنظر إلى الوراء والتأمل في صحة أفعاله.
اعتاد دراكون على الاستيلاء على كل ما يشتهي دون طلب إذن أو موافقة. كان ينوي أخذها أيضًا، ولكن مع حنانها العميق، ندم بشدة على شيء واحد: أن تلك النظرة لم تكن له. ظل دراكون بعيدًا، يراقبها، غير قادر على إيقاف نفسه. لا يمكنه الابتعاد أو تجاهلها. في يوم من الأيام، شاهدها وهي تبتسم لشيء قاله ابن ألفا، فأراد بشدة معرفة سبب فرحها وسعادتها.
الغيرة طغت على مشاعرها حين أجبرها ألفا على أن تكون ظلَّ مايكل فلوك. لم تسمح للأفكار المشتركة أن تخترق الحجاب الأحمر الذي ارتفع أمام عينيها عندما رأت دراكون معهما. دراكون هالدور علم أنه كان يتصرف كالوغد، ولكن لم يستطع كبح نفسه. تصرفه الغبي الذي ارتكبه بسبب عجزه عن فعل أي شيء لم يساعده على الاقتراب منها، حيث ضربها مرةً بشكل قاسٍ وشعر بألمها من خلال ندوبها.
ثم أصيب بالجنون بمجرد مغادرتها. والده لم يكن يرغب في سماع عن الفتاة الهجينة التي أشتهاها ابنه. الصراع مع والده لم يجلب الفرح، حيث لم يكن قد عارضه من قبل، ولكن من أجل رفيقته كان مستعدًا لتحمل تلك التبعات.
انزعج دراكون من رغبتها في الابتعاد عن أراضي المحاربين. فكرة أن اربيلاأ لن تقبل أبدًا أن تصبح رفيقته سممت روحه. نظر إليها بسعادة غامرة، بعيدًا عنه، أصبح يتوق شدة للحصول على الدفء الذي يشعر به هناك. عوى الذئب وخدش من الداخل، جراء الكلمات القاسية واللمسات الخشنة، ولكن دراكون هالدور لم يستطع أن يفعل غير ذلك. حبه كان قاسيًا وجارحًا في بعض الأحيان.
لم يكن يعلم دراكون ما هي القوى التي أعطته الصبر ليترك اربيلاأ تغادر لمدة خمس سنوات طويلة. كان يسعى خلفها في كل دورة قمرية، حيث كان يجد هدوءًا على الأقل بالقرب منها، وكان ذئبه يهدأ قليلاً، ويتوقف عن العواء المستمر والشوق. ثم يتركها ترحل، خوفًا من أن يكسرها بضغطه وعصبيته القاسية. كانت صغيرة جدًا بالنسبة لحبه القوي. وعلى الرغم من أن دراكون هالدور أقسم على نفسه بالإصرار ألا يفوت أية فرصة، إلا أنه ما زال يضيعها ويفشل في إنقاذها.
أنت تقرأ
Arabella
Lobisomem|| مــكـتـملـة || تحطمت حياتها، دُست أحلامها، وانتُزعت من بيئتها المألوفة. حرمت من كل ما هو عزيز عليها. ولكن، في تلك اللحظة الظليمة، وجدت القوة لبدء حياة جديدة، لبناء عالمها الخاص. تعلمت الاعتماد على نفسها، ورغم إخفاء جوهرها الحقيقي، إلا أن الحياة ت...