لم يكن سبب غضب الساحر فيليب واللورد رانجوالد واضحًا تمامًا لي. على الرغم من أنني كنت الشخص الذي أنقذ حياتهم، إلّا أنهم بدوا منزعجين من هذا الأمر. في بادئ الأمر، رفض اللورد رانجوالد حتى تقديم السيف لي، كما لو كان يظهر قلة امتنان.
رغم انتهاء كل شيء بشكل إيجابي، يظل الأثر المستمر للغضب والتوتر كشاهد على تلك الفترة. اضطررنا للعودة إلى الطريق الذي سلكناه مع الحيرة تسيطر عليّ حول الوجهة المستقبلية. في هذا السياق، كان هدفنا الرئيسي تجاوز المستنقعات الملعونة بأمان، التي كانت تشكل تحديًا لا يقل خطورة عن الغابة المظلمة. هذه المعركة ما زالت تتسارع في ذاكرتي، وكأنها تعكس التحديات التي يجب التغلب عليها في رحلتنا الحياتية.
لم يسبق لي بعد أن أجرء على طرح أي سؤال للساحر فيليب، حيث يتقدم مرؤوسوه بثقة، يتبعهم الأخوان فريثوف على هيئة ذئاب، يلوحون بأفكارهم في الأفق. تتساؤل التساؤلات في غمرة ذهني حول مدى جرأتي على استحضار استفساراتي أم تركها تتدحرج كأمواج بلا إجابات، في انتظار حين ينسجم الزمن بما يلائم.
وقفنا عند بوابة الغموض على مسافة آمنة، حيث انتقل مرؤوسو اللورد إلى استكشاف آثار المباني القديمة ببصيرتهم الفذة. انغمست أفكارنا في فضاء داخلي يتخلله الارتياح وتنهيدات الرضا، مستعدون لاستكشاف أعماق الألغاز المنتظرة.
في مشهدٍ رائع من تلاحم الفريق، قام أحد الجنود الشجعان ببذل يد المساعدة لرفيقه، حيث تكاتفا لتجاوز التحديات وتسلق الجدار ببراعة، سعيًا إلى تحقيق مهمتهم الملحة في المراقبة الفعّالة. وفي ذلك الوقت، جلس الحارس الوفي على الحائط الحجري بأناقة لافتة، حيث اختلط لون ردائه الداكن ببيئة الحائط، مما أضاف للمشهد لمسة جمالية وفريدة.
الرداء الداكن الذي يرتديه الحارس يتناغم بشكل فني مع اللون الحجري للجدار، مشكلاً توازنًا جماليًا يشد الانتباه. وفي ظل هذا الإطار، تظهر تلك الملابس بأسلوب فني مميز، كما لو كانت لوحة فنية تعبّر عن أناقة الحارس بكل تفاصيلها المتقنة والملفتة.
في تلك اللحظة الصعبة التي بدا فيها الإرهاق يزيد من وطأته، وجدت كاهلي يثقل بثقل لا يُحتمل. شعرت برغبة هائلة في الانهيار على الأرض، للاستسلام لأحضان الراحة المطمئنة المحاطة بصمت المكان. ولكن، كان ذلك غير ممكنٍ، حيث أن الأرض المتجمدة التي تحت أقدامي لم تكن سوى مكان قاسٍ يتحدى أي محاولة للاستراحة.
قد تكون الظروف القاسية قابلة للتسامح بنظر فيليب الساحر ورفاقه المستذئبين، لكن بالنسبة لي، كانت الراحة شيئًا محدودًا. جلست هناك، وفي هذه اللحظة الحرجة، امتد صوبي أحد الجنود بلطف، حيث انعكست ابتسامته التشجيعية وكأنه ينطق بكلمات الأمل: "لا تستسلمي، فقدرتك على التحمل أكبر بكثير مما تتخيلين، وحتى وسط قسوة هذه اللحظة، يمكننا جميعًا أن نبتسم ونتحدى الظروف بشجاعة مشتركة".
أنت تقرأ
Arabella
Hombres Lobo|| مــكـتـملـة || تحطمت حياتها، دُست أحلامها، وانتُزعت من بيئتها المألوفة. حرمت من كل ما هو عزيز عليها. ولكن، في تلك اللحظة الظليمة، وجدت القوة لبدء حياة جديدة، لبناء عالمها الخاص. تعلمت الاعتماد على نفسها، ورغم إخفاء جوهرها الحقيقي، إلا أن الحياة ت...