ما الصمت إلا حديث في العقل منعزل عما بالخارج، حديث مليء بضجة الأفكار التي ربما عجز العقل عن تحويلها إلى كلمات، أو لا تريد النفس إخراجها باللسان خوفاً من كونها تافهة أو من إفشائها إن خرجت إلى شخص غير جدير بالثقة، أو فكرة عن شخص يفضل القلب الاحتفاظ بها بعيداً عن آراء الناس ونصائحهم، سواء كانت صحيحة أم لا.
وعزلة الأفكار تتبعها عزلة الكلام، لتلحق بهما عزلة العقل، ثم عزلة القلب، حتى تأتي عزلة الروح لتليها مرحلة الوحدة. قد يُرغم أحدهم على الوحدة نظرًا لعدم كفاءته على إقامة العلاقات مع الآخرين، يعتقد البعض أنها الملاذ الوحيد لديه، ومن بينهم ذلك الشخص الذي يفضل الركن البعيد الهادئ، حيث لا توجد كائنات بشرية تنصحه بما يجب أن يفعله وما لا يجب فعله، أو تشكو له من هموم الحياة وما جرى لهم، أو تتحدث عن إنجازاتهم وما فعلوه في حياتهم، أو عن روتينهم اليومي وأصدقائهم الذين يقابلونهم كل يوم.
شخص فضل الابتعاد عن كل هذا، فضل أن يستمع لأفكاره ويقابل نفسه في المرآة، أن يكون صديقًا لنفسه،لكن داخل هذا الهدوء الخارجي والوحدة القاتلة تُخلق عاصفة من الأفكار والاحتمالات تضرب العقل، وتلك الأفكار عندما نبالغ في التفكير بها قد تتحول إلى أعداء لنا لا نستطيع التغلب عليهم لأننا نحن من منحناها تلك القوى بالتفكير المبالغ فيه.
وبذلك تتحول تلك الصفات إلى أشخاص يظهرون معنا في الليل، حيث الهدوء التام وسواد السماء، بينما الجميع نيام. يستيقظ بعض البشر ليجلسوا مع أفكارهم ومشاعرهم أو رفقاء الليل.
******************
أتمنى أن تحظى الرواية بإعجابكم،
والأهم أن تستفيدوا منها.
ورجاءً منك أيها القارئ، ألا تبخل بفوت أو تعليق لتحسين أدائي.
تنويه:
لقد تم تغيير غلاف الرواية نظراً لتشابه اسمي مع اسم كاتبة أخرى.
كان الغلاف الأول لأحمد علي والغلاف الثاني
لماريا ديل رينو.
وأقدم جزيل الشكر لهما.
أنت تقرأ
ما بالداخل في الخارج ليلا
Fantasyشخص هادئ لا تتخطى دائرة معارفه ثلاثة أشخاص هم أنفسهم المسجلين في جهات الاتصال بهاتفه الذي لا يصدر نغمة رنين الاتصال إلا كل ثلاثة أشهر أو أكثر، وتطبيقات التواصل الاجتماعي في هاتفه تخلو من الحياة والإشعارات، ومنزله لا يحتوى على صور عائلية أو حتى صور م...