استيقظ فارس ليجد نفسه ملقى على الأرض، وقد غلبه النعاس نتيجة لما شاهده بالأمس.
نظر إلى الساعة ليكتشف أنه قد استغرق وقتًا طويلًا في النوم.
أخذ هاتفه ليجد أن ماجد قد اتصل به عدة مرات، وعندما يأس من الوصول إليه، أرسل له رسالة يشير فيها إلى ضرورة تطوير تطبيق جديد.
كان فارس يعمل مبرمجًا في إحدى الشركات، وكانت الشركة التي يعمل بها تركز على التطبيقات ذات العائد المالي المرتفع، وكان فارس هو المسؤول عن ابتكار مثل هذه التطبيقات.
قال له ماجد في رسالته إنه يمتلك شهرًا حتى يخترع تطبيقًا جديدًا، وكان فارس دائمًا ما يؤجل صناعة التطبيق إلى آخر فترة من المدة المحددة.
قام على الفور بالاتصال بطارق، فأجابه طارق قائلاً: هذه أول مرة تتصل بي، يا فارس، بالتأكيد هناك مشكلة، أليس كذلك؟
-أجل، يا طارق. إن الكتاب تخرج منه شخصيات حقيقية تجسد صفاتي، لقد خرجوا وتحدثوا معي لقد كانت صفات الكسل والغضب والهدوء، يا طارق صدقني، ويسمون أنفسهم رفاق الليل.
-أهدأ يا فارس، لقد كان كابوساً لا أكثر.
-كلا يا طارق لم يكن كابوس، كل ما أريده منك هو أن تأتي وتعيد الكتاب. لا أود أن أنزل إلي الشارع وأذهب إلي المكتبة.
-لماذا لا تريد أن تذهب؟هل أنت بخير؟
-أنا بخير،لكني نزلت بالأمس لا أستطيع أن أنزل يومين متتاليين.
-ما الذي تقوله يا فارس؟ إلى متى ستظل مقيمًا في منزلك، منعزلًا عن العالم بهذه الطريقة؟ تعيش وكأنك راهب. ما تفعله ليس سوى عبارة عن انتحار في الخفاء. بالتأكيد ليس من الغريب أن يتوهم عقلك هذه الأشياء، حتى يخترع أي قصة جديدة ليتخلص من تكرار روتينك اليومي الممل غير الحيوي. لا يوجد به نشاط ولا بشر تحكي لهم ما يدور بداخلك. يأس عقلك من رؤية شاشة التلفاز واللابتوب والهاتف. يريد بشرًا، يا فارس.
-هل يعني هذا أنك لن تأتي؟
تنهد طارق مُعبراً عن استيائه من صديقه، فهذه ليست المرة الأولى التي ينصح فيها طارق فارس بالخروج من تلك الشرنقة، إلا أن فارس كان دائماً يهز رأسه وينسى ما قاله له طارق.
قال طارق: سآتي، ولكن بعد منتصف الليل. لدي عمل كثير، قال المدير مروان إنه يجب...........
-لا يا طارق، يجب أن تأتي قبل أن تبدأ السماء في السواد، قبل أن يحل الليل، وقبل أن يظهر رفقاء الليل.
-لا أستطيع يا فارس، لدي عمل كثير. اقضِ هذا اليوم مع رفقاء الليل أو انزل واذهب إلى المكتبة وقابل رفقاء الصباح، وأعطِ الكتاب للحارس الذي يحرس المكتبة. أخبره أنك صديقي وسيتولى إعادة الكتاب.
أنت تقرأ
ما بالداخل في الخارج ليلا
Fantasiشخص هادئ لا تتخطى دائرة معارفه ثلاثة أشخاص هم أنفسهم المسجلين في جهات الاتصال بهاتفه الذي لا يصدر نغمة رنين الاتصال إلا كل ثلاثة أشهر أو أكثر، وتطبيقات التواصل الاجتماعي في هاتفه تخلو من الحياة والإشعارات، ومنزله لا يحتوى على صور عائلية أو حتى صور م...