الفصل السابع

104 74 11
                                    

قالت وحيدة:كان المعلم قلقاً علينا،أراد أن نقلل من انطوائيتنا حتي نحصل علي أصدقاء يبعدوننا عن الوحدة،إنه نفس المصير الذي يخاف منه علي ابنته،لا يريد أن تكون بمفردها،يريد أن تجد شخصاً يساندها ويساعدها،إنه نفس المصير الذي نحن فيه الآن.

طُرق الباب لكي يقطع صوته حالة التفكير الذي كان فارس ورفقائه غارقين فيها.

نهض فارس وذهب لينظر في العين السحرية،لقد كان طارق نظر فارس إلي الساعة وجد عقربي الساعات والدقائق يشيران إلي الثانية عشر منتصف الليل.

فتح الباب بسرعة وقال لطارق:من الجيد أنك أتيت انتظرني حتي أحضر لك الكتاب.

قال طارق و هو يقف علي باب الشقة فقد نسى فارس أن يدعوه للدخول:هل سأخذ الكتاب وأذهب؟

نظر إليه فارس بدهشة وهو يفكر:هل يريد أن يجلس معي ثم بعدها يغادر،ربما ولكنه سيظل يسألني وينصحني وينظر إلي الشقة بطريقة مشمئزة،لا أعتقد أني سأشعر بالراحة في وجوده.

فقال له فارس:بالتأكيد لديك عمل في الصباح ربما قد تستيقظ متأخراً فتذهب إلي العمل متأخراً فيجازيك الأستاذ مروان.

-لا يا فارس غداً هو السبت يوم أجازتي،أم أنك لا تريد مني البقاء معك؟ أني أرغب بسماع قصة الكتاب الغريب.

-بكل صدق كنت أريد البقاء بمفردي،و لكن أنا فعلاً بحاجة إلي تفسير لما يحدث في هذا الكتاب،الأمر لا يبدو منطقياً علي الإطلاق،ربما وجهة نظر أخرى قد تفيدني في الموضوع،و لكن أرجوك بدون تعليق علي الشقة أو نصائح لي أو حتي نقد علي تصرفاتي.

ابتسم طارق بالرغم من طريقة فارس الوقحة في مقابلته وإذا كان شخص آخر في مكانه كان أخذ الكتاب وغادر وأقسم علي عدم معرفته مجددا.

دلف طارق إلى الشقة غير المرتبة تمامًا.

كان الهواء فيها غير كافٍ، والستائر السوداء، وكذلك الطلاء الأسود، جعلوا من الشقة مكانًا كئيبًا بكل معنى الكلمة.

على ما يبدو، لم يدخل ضوء الشمس إليها منذ فترة.

نظر طارق في كل ركن باشمئزاز، ثم نظر إلى فارس الذي كان ينتظر أن يسمع توبيخًا منه على حالة الشقة.

إلا أن طارق جلس على الأريكة ولم ينطق بكلمة واحدة، على عكس توقعات فارس.

دلف فارس غرفة نومه فوجد الشخصيات الخمس يقفون أمامه ينظرون إليه نظرة عتاب ولوم،قال فارس:ربما لا أمتلك أصدقاء إلا أني أعرف أن الأصدقاء هم الأشخاص الوحيدون الذين لا يتم إجبارانا علي اختيارهم،وأنا مجبر عليكم الآن،وهذا لا يؤنسني،بل يزعجني.

قال غضبان:نحن لم نقم بإجبارك،أنت من أخذت الكتاب وهذا يعني أنك الذي أجبرتنا علي البقاء معك.

ما بالداخل في الخارج ليلا حيث تعيش القصص. اكتشف الآن