الفصل السادس عشر

67 55 10
                                    

استيقظ فارس فوجد نفسه في سرير مريح وغرفة مليئة بالأثاث البني وكان لامعاً بالرغم من قدم ذاك الأثاث.

كان الشباك أعلي سريره مغلقا تتسلل منه خطوط الضوء الذهبية كما كان في المشفي.

بدأ في تأمل شعاع الضوء ودقائق الغبار الموجودة في ذاك الشعاع.

يشعر بأنه لا زال في المشفي، فلم يمر وقت طويل منذ أن كان في المشفي وهو موجود هنا الآن.

يشعر كما لو كان في دائرة حيث يتكرر كل شيء ولا يوجد حلا لما هو فيه ،ويعود إلي نقطة البداية مرات
عديدة.

طرق شخص الباب فسمح فارس له بالدخول وجدها روميساء،قالت له:كيف حالك يا سيد فارس؟

صمت فارس قليلا ثم قال:بخير،أين طارق؟

-ذهب لكي يحضر لك الإفطار.
لقد قال لنا عم إسماعيل بأنك ستنام لوقت طويل.

-عن إسماعيل المسن الذي أعطي الدواء لطارق.

-أجل،لقد ظل هنا حتي يطمئن عليك.

-من فضلك،لا أريد مقابلة أحد.

-هل هذا يعني بأنك تريد مني أن أخرج؟

-كلا،أنا سأغادر.

-كلا،لا يمكنك المغادرة الآن بدون طارق ربما يقلق عليك،يجب أن تبقي هنا حتي يعود،وبعد ذلك يمكنكما المغادرة متي شئتما.

-ثمت فارس قليلا وأغلق عينيه كي يستريح لكنه لم يسترح فقد كانت روميساء تنظر إليه و تتأمله فتح عينه اليمني قليلا فوجدها تنظر إليه،لم يتحمل ذلك فقال:هل ستتركين عم إسماعيل بمفرده؟

-إن ولاء معه.

-من ولاء؟

-ابنة عم إسماعيل.

-هي ووالدها موجودان هنا منذ أمس،هل يريدان ثمن الدواء؟

-ابتسمت روميساء قليلاً ثم قالت:لقد أراد عم إسماعيل أن يطمئن عليك،وعرض عليّ بأن يبقي هو وابنته طيلة الليل ولكي لا أكون بمفردي مع رجلين.
لقد سمعتك عندما كنت في الحمام و أنت تتحدث مع هدادئة ويائس.من هؤلاء؟

-أنا مجنون وعندي هلاوس وتهيئات لذلك لا تكترثي لي أو لما أفعله.

-غريب،لقد قال لنا طارق حكاية غريبة.

صمت فارس عندما سمع كلامها،لم يكن يريد أن يعرف أحد قصته وأقسم أن يقطع علاقته بطارق ولكن روميساء أكملت وقالت:قال لنا طارق بأنك تعاني من صداع شديد وهذا الصداع قد يجعلك تفقد صوابك،لأنك لا تتحمل ألم الصداع.

تعجب فارس وأدرك أنه تسرع في حكمه علي طارق
نظر إلي روميساء التي كانت حزينة للغاية وترتدي عباءة سوداء وحجاب أسود.

قال لها:وكيف حالك أنتي الآن؟

صمتت قليلاً ثم بدأت الدموع تملأ عينيها وقالت:لم أكن أتخيل بأني سأخسر الاثنتين في فترة قصيرة للغاية و أكون بمفردي.
أكره كثيراً أن أكون بمفردي.
أنا خائفة حتي من أن تغادروا  وأكون بمفردي،لقد كانوا دائماً مصدر الحنان بالنسبة إليّ،لا أعرف لماذا يختفون واحد وراء الآخر،لا أعرف ماذا سأفعل؟

ما بالداخل في الخارج ليلا حيث تعيش القصص. اكتشف الآن