الفصل الثاني والعشرون

64 58 10
                                    

بدأ كل شيء وأنا في سن السادسة عندما كان عماتي وأعمامي يهنئون أبي بعيد الأضحى وكان الجميع يحتفل شعرت بالانزعاج من الضوضاء وكثرة الناس الموجودة حولي.

تسللت حتي دخلت إلي غرفتي كي أجلس بمفردي دخل أولاد عمتي الكبري وقالت ابنة عمتي:تعالي يا فارس كي تلعب معنا.

رفضت وأخبرتهم بأني أريد أن أكون بمفردي صاروا يلحون عليّ كثيرًاولكني هربت من الاحتفال بالخارج حتي أكون بمفردي والآن يأتي أولاد عمتي حتي يعكرون مزاجي.

أخبرتهم بأني أريد أن أكون بمفردي،غضبت ابنة عمتي الكبري وذهبت لعمتي وأخبرتها بأني أطردهم من الغرفة حتي أكون بمفردي.

كانت عمتي تصغي لها بشدة كما كان أبي وأعمامي وعماتي وجدتي يصغون إليها كما لو كانت ساحرة يتبعونها.

تشاجرت عمتي مع أبي وأخبرته بأني أشبه والدتي التي كانت تحب أيضاً أن تكون بمفردها وأخبرته أن يعاقبني،ولم يستطع أبي رفض أمرها وعلي الفور دخل الغرفة وبدأ يقوم بجلدي.

أتذكر بكائي الشديد الذي لم يكن يؤثر في أبي ولا في كل الناس بالخارج،كل ما كنت أسمعه هو صوت جدتي وهي تقول لعمتي:لا تغضبي ها هو أبوه يضربه.
وهي ترد عليها قائلة:كلا،كله إلا سناء،لا أحد يغضبها.

قضيت الليلة كلها أبكي من شدة الألم وحدي وأحاول كتم البكاء حتي لا يسمعني أحد.

أتذكر أنه عندما كنت أتجول في الأرض برفقة كلبي الذي كان عزيزاً علي،كانت جدتي ترفض أن يدخل المنزل لأنها كانت تصلي،وفي إحدى المرات وجدته ميتا بكيت بشدة وبحرقة حاول أولاد عمي تهدئتي ولكنهم فشلوا،عندما رأتني جدتي قالت بأنني رقيق القلب وهذه ليست تصرفات رجل لأن الرجل ليس من المفترض أن يبكي إلا عند وفاة أمه حاولت أن توقفني عن البكاء ولكن لم تنجح.

جاء أبي وحاول أن يوقفني ولكن بلا فائدة لم يفهموا أنه كان صديقي الوحيد كما أن والدتي كانت تحبه بشدة لم يجد أبي إلا الحل الذي دائماً ما كان يلجأ إليه وهو الضرب.

كان يضربني وأنا أبكي أراد أن يوقفني عن البكاء ولمن في كل مرة كنت أريد فيها أن أتوقف عن البكاء من أجل الكلب لم أستطع لأني كنت أبكي من الألم.

صرخ بي وقال بأنه لن يتوقف عن ضربي إلا عندما أتوقف عن البكاء،حاولت بشدة كتم البكاء وبعد أن نجحت وكتمت بكائي في داخلي توقف عن ضربي وقال لي:إياك أن تبكي مجدداً،الرجل الحق لا يبكي إلا عند وفاة أمه فقط لا غير،إن رأيتك تبكي مجدداً سأقتلك هل سمعتني؟

هززت رأسي موافقًا ومنذ تلك اللحظة وأنا أكتم بكائي داخلي مهما كان الضرب شديداً والموقف عصيبا وتبعته جميع المشاعر الكره والغضب والحب،كل شيء حرصت أن يكون بداخلي وألا يخرج.

أتذكر أنه عندما ذهبت إلي المدرسة كنت أكره الشمس وأشعتها وكذلك النهار كنت أحب أن أجلس في الفصل ولا أخرج في الفسحة كما كان يفعل بقية الأولاد.

ما بالداخل في الخارج ليلا حيث تعيش القصص. اكتشف الآن