الفصل السادس والعشرون

72 59 10
                                    

كتب فارس:لم أخلف بوعدي.
أنا لم أعد أحد بشيء.

قالت وحيدة:لقد قلت لنا بأنك ستتوقف.

استمر فارس في الكتابة:لم تخبروني عن غياب لامبال ومكتئب.

قالت وحيدة:لقد اختفوا بسببك.

-لم يختفوا.
ما زالوا موجودين ولكن بداخلي.
في الواقع يمكنني القول أنني انسجمت معهم وأصبحوا جزءًا مني.

قال غضبان:ماذا تقصد يا فارس؟
هل تقصد أننا لسنا جزء منك وتكرهنا؟

-لم أكتب ذلك ولكنكم لا زلتم تواجهونني ولم ننسجم معا.

-أنا أري أنه يجب أن تمنحهم فرصة لكي تنسجموا يا فارس.

نظر فارس خلفه فوجد تامر أغلق الحاسوب علي الفور وقال لتامر بصوت منخفض لكن غاضب:ألم تسمع بالخصوصية يا هذا؟

قال غضبان:اضربه يا فارس لقد كشف أسرارنا يا كتوم أليس كذلك؟

-أجل ربما يخبر الجميع بما رآه الآن.

قال فارس:فلتصمتوا.

اندهش تامر وقال:أولاً أنا شخص واحد.
ثانياً أنا لم أتحدث،وثالثاً لقد قادني فضولي لأعرف ماذا تكتب.
هل هذا حوار مسرحية؟

-أجل.

-ولكن الجمل غير متناسقة مع بعضها وكأن طرف واحد هو فقط الذي يتحدث.

-أُفضل كتابة حوار كل شخصية علي حدى.
ماذا تريد؟

-لقد جاءت روميساء.

-بمفردها؟

-أجل.

قالت وحيدة:هذا الوضع غير مريح يا فارس.
علينا معرفة ماذا تريد تلك الفتاة منا؟
ولكن ماذا سنفعل الآن؟
هل سنجلس معها بمفردنا؟
لم نجلس من قبل مع فتاة بمفردنا.
لن نسطتيع أن نرد علي ما ستقوله.

أيقظه تامر من غفلته وقال له:
فارس،فلتذهب إلي الفتاة. إنها تنتظرك.

-أجل،ولكن أين سأقابلها؟

-لا أعلم.

-في مكتبك.

-ماذا؟هل تريد مكتبي بأي شكل من الأشكال.
لا أستطيع.
تعرف أني أعمل.

-أرجوك يا تامر.
أنا لا أريد الجلوس معها كثيراً.
أنا فاشل في التعامل مع الفتيات.

-ومع الفتيان أيضاً.

-هذا صحيح.
يجب أن تظل معنا.

-حسنا، ولكن بشرط واحد.

-ما هو؟

-أن تحكي لي عن علاقتك بها.

وقف كتوم بين فارس وتامر وقال لفارس:لا يا فارس.
لا تكرر نفس الخطأ الذي قمت بفعله مع طارق.
أرجوك لا تخرج مشاعرك لأحد.

ما بالداخل في الخارج ليلا حيث تعيش القصص. اكتشف الآن