إنتقآمـ آلجــاسر(٠٣)

551 15 1
                                    


في اللحظه التي امسكها جاسر كانت ستلتفت اليه بغضب لتضربه لكنها تجمدت مكانها بمجرد سماع لبنى تناديه باسمه، لترفع بصرها اليه بصدمه، وبعدم تصديق، فتنظر اليه بصدمة، نظرت اليه وقلبها يوشك على اختراق قفصها الصدري، وهي تكاد تجزم انه أهل الحارة كلهم يسمعون صوت نبضها السريع وانفاسها المتلبكة.

بمجرد ان رأى ثباتها ونظرتها اليه، ابتسم بمكر بينما هو التالي بالكاد يصدق انها نفسها الطفلة شهد ابنة الـ 17 سنـة

ــ ما كل هذا!؟ كبرتي و.... لم أتوقع أن يكون لقائنا هكذا.

قال كلامه وهو يتفحصها من الأعلى للاسفل، لتستعيد رشدها وأخيرا وتحاول أن تدفعه عنها، لكنها تفشل

ــ ماذا ايتها الصغيرة الم يشفى غليلك بعد!؟ ضابط أول بحجم البغل اشبعته ضربا، الا تخشين ان يرفع عليك دعوة قضائية.

لتضربه هو الآخر بقدمها على ساقه فتفلت منه، تعيد شعرها الذي انفلت الى الخلف وتنفخ على خصلة من شعرها وقعت على عينيها لتبعدها بنَفَسها،
بعدما فكت ربطته بسبب حركتها المفرطة، وهي تنظر اليه بغضب

ــ أعلى مابخيله يركبه، ومن تكون انت لتمسكني بهاته الطريقة، ان كررت حركتك هذه مجددا، وسافعل بك مافعلته بصديقك.

لينظر اليها باستغراب وهو عاجز على اخفاء ضحكته

ــ لا تعرفينني!؟ وتهددينني!؟ لااااا وأصبحتي بلطجية

لتتجاهله ببرود تام ثم تلتفت الى عامر الذي ينفض الغبار عن ملابسه.

ــ هذه مجرد فركة أذن ، مجددا فكر مليا وراجع معلوماتك جيدا قبل ان تقول ان المرأة خلقت للمطبخ.

لينظر اليها عامر بغضب لكن قبل ان يتفوه بكلمة كانت تنادي صديقتها حور وتدخلان الى المنزل، بينما لازالت والدة عهد العمة رانية تضرب صدرها وتصرخ بها وتوبخها.

ــ تضربين الرجال وتكلمين صديق اخاك المرحوم
بهاته الطريقة ياقليلة الأدب، يــــــــارب كل النساء انجبت بنات الا انا انجبت بلاء....

لتذهب العمة رانية الى جــاسر للاطمئنان عليه والترحيب به بعدما دخلت عهد الى المنزل ليسمع من الخارج صوت صفعها لباب غرفتها.

ــ لا أدري هل أرحب بك ام اسالك ان كنت بخير يابني، هل آذتك تلك المجنونة!؟

ليضحك جاسر ويقبل رأسها فهي والدة صديقه الذي توفته المنية وبمثابة والدة ثانية له، فطالما نام بمنزلهم واكل طعامهم وشاركهم همومهم منذ الطفولة، فلم يكونو جيرانا فقط، بل كانوا عائلة.

ثانـاتوس (انتقام الجاسر) _ بقلم الكاتبة_حموش نور الهدى بلقرون حيث تعيش القصص. اكتشف الآن