إنتقآمـ آلجـاسر(٠٤)

419 10 0
                                    

في نفس المدينة في مكان آخر، تقترب سيارة التاكسي من دورية درك وطني فتختبئ في المقعد الخلفي خلف كرسي السائق تأخد حقيبة يدها وتفتح باب التاكسي ببطئ وتتسلل خارجها بمجرد ايقاف دورية الدرك للسيارة ثم تفر هاربة نحو حقل القمح ذاك حيث يمكنها الإختفاء بسهولة،

لكن هيهات أنَّا لها أن تفر من عيني الجاسر، صرخ ببقية الجنود بأن يفتشو السيارة جيدا وأن يعتقلو السائق إلى حين عودته فركض خلفها وبمجرد أن إلتفتت للخلف رأت أحدهم يلاحقها وبيده مسدس ، فلم تبالي بالمسدس بل دخلت الى الحقل مستغلة حجم جسمها الضئيل وقصر قامتها مما ساعدها على الإختفاء تماما لكن هيهات أن تتمكن من النجاة من عينيه.
فحتى الجو كان يلعب بصفه ، كلما تقدمت خطوة للأمام جعلتها الرياح تتراجع خطوتين للخلف، إلى أن شعرت بإقترابه منها، فركضت بأقصى سرعتها، لكن ولسوء حظها وقعت بين مخالبه عندما انزلقت على الطين، وماهي إلا لحظة واحدة حتى رأت شخصا ذا جثة ضخمة يوجه مسدسه إليها، وقد إرتسمت على ثغره إبتسامة ساخرة وهو يسحب منها حقيبة يدها بعنف، ليسحب مسدسه ويوجهه نحو راسها، وفجأة دوى صوت الطلقة في الأجواء تلاها صمت رهيب إلا من صفير الرياح.

أبعدت يديها المرتجفة عن عينيها برعب حقيقي، واذ بها ترى ذلك الضخم وقد أردي جثة هامدة، وقفت وإقتربت منه بخطوات متلبكة ومرتجفة حرفيا كانت تتقدم خطوة ثم تقع أرضا من شدة الرعب، وماان وصلت اليه حتى رأت الطلقة مستقرة بين عينيه ، حينها فقدت القدرة على النطق من شدة الصدمة وبرعب تام نظرت للخلف، لترى كيانا ضخم الجثة يقف قريبا، يحمل بيده مسدسا ويقترب منها بخطوات ثابتة كأنه لم يقتل أحدهم للتو، فنظرت مجددا للجثة ثم للقاتل، تسارعت انفاسها ثم اصيبت بدوار شديد وهي تشعر بقلبها وهو على وشك اختراق قفصها الصدري من شدة الخفق، فقدت الوعي، فركض ناحيتها بسرعة وتمكن من إمساكها قبل أن تقع أرضا، سندها بذراعه وهي فاقدة للوعي تماما.

وما إن أبعد خصلات شعرها الطويل المبلل عن وجهها حتى صدم.. بل وصعق..

ــ عـ ـهـ ـد !!؟

صدمة ما بعدها صدمة كان ينظر اليها يحاول التاكد، هل هذه هي حقا!!!؟

واثناء تامله ذاك فقد القدرة على التركيز بعدها لبضع ثواني

تارة يحاول الاستوعاب وتارة اخرى تراه يتأمل هذه الملامح الطفولية الفاتنة بين يديه دونما ادراك منه، حواجبها المرسومة بدقة رموشها السوداء الكثيفة المبتلة بقطرات المطر، أنفها الصغير، شفاهها الكرزية المكتنزة، وبشرتها ناصحة البياض، وكأنها انثى من الجنة كأنها من حور العين، ظل يتأملها ولم يصحو إلا على صوت بعض الجنود الذين ركضو إليه.

ثانـاتوس (انتقام الجاسر) _ بقلم الكاتبة_حموش نور الهدى بلقرون حيث تعيش القصص. اكتشف الآن