انتقــام الجـاسر (١٠)

274 10 4
                                    


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

على رصيف الميناء كانت تنظر بهاتفها الى مجموع صور لها بطفولتها برفقة أحدهم.

وكم بدا عليها الحزن والهم، وقد عجزت على تمالك دموعها اكثر من ذلك ليشق سيل من الدموع طريقه على خدها لكن في هذه اللحظة لم تحاول ايقافها، بل واصلت البكاء وهي تردد بصوتها المخنوق الذي يخرج بصعوبة من بين شهقاتها..

ــ أكرم.. ليثك لم تاتي يومها، ليثني من رحلت بدلا عنك يا أخي

لتنهار حصونها حينها وتفيض عيونها بالدمع عاجزة عن التوقف الا بعد دقائق طويلة.

بدأ الظلام يحط، فوقفت على حافة رصيف الميناء لتستنشق نسيم البحر علها تهدأ ألام قلبها وتخفف من النار المشتعلة داخلها قبل ان تذهب للاقامة الجامعية.

لكن فجاة شعرت بيد تسحبها من معصمها، لترتطم بجسمه الصخري، رفعت بصرها اليه بغضب، لكنها صعقت بجـاسر ينظر اليها بعيون محمرة من الغضب ولا زال يضغط على معصمها بقوة ويصرخ بها بغضب جهنمي.

ــ هل جننتي، تحاولين الانتحار!؟ هل اصابك شيء ما بعقلك، بسبب مشكلة تقررين ان تبيعي آخرتك.

للحظة تلبكت كل مشاعرها وتفاوتت بين الحنين والامان و..... الغضب منذ زمن طويل لم تشعر بمثل هذا الاهتمام، لكن

ــ مالذي تقوله ياهذا، اي انتحار تتكلم عنه!؟

ونفضت يده عنها وهي تنظر اليه بغضب

ــ هذا السؤال انا من أوجهه لك

ــ ما افعله منذ طفولتي، استنشق هواء البحر ام نسيت!؟ أو.... صحيح نسيت لقد غبت لسبع سنوات بالطبع لن تتذكر موضوع بهذه التفاهة.

ثم مدت له ظهرها لتبتعد، لكن اوقفها صوته.

ــ لو انني نسيت ماكنت وجدتك!؟

تسمرت بمكانها للحظات دون ان تلتفت، ثم التفتت اليه وقد ضمت ذراعيها الى صدرها بثقة او في محاولة لاظهار ذلك.

ــ أهااا وماذا إذا، ماذا تنتظر مني.. تصفيق مثلا

لينظر اليها بطريقة غريبة ثم قال

ــ ماحصل وفاة أكرم لا ذنب لك فيها.

نظرت اليه بصمت للحظات، من جهة سمعت ما انتظرت سماعه منذ سنوات، لكن

ــ لقد تأخرت سبع سنوات على هذا الكلام، لم يعد لك الحق في قوله

مدت لها ظهره وتقدمت ليوقفها كلامه

ثانـاتوس (انتقام الجاسر) _ بقلم الكاتبة_حموش نور الهدى بلقرون حيث تعيش القصص. اكتشف الآن