الفصل السادس

21.4K 744 24
                                        

فهمت بيري بسرعة أن فانيسا في ورطة بسببها بعدما لاحظت الصدمة التي ارتسمت على وجهها، لذا تقدمت نحوها بحذر، محاولة تهدئة الموقف. قالت بنبرة هادئة، مختارة كلماتها بعناية لتخفف من حدة الموقف:

"آنسة سكولوف... أو هل يجب أن أقول سيدة ريتشرد؟ يسعدني رؤيتك مجددًا."

كانت هذه حيلة ذكية منها، تحاول بذلك أن تزيل أي شكوك قد تنشأ لدى أدريان حول معرفتها السابقة بفانيسا. إذ ربطت اللقاء بالعمل، وبالتالي سعت لإخفاء أي ارتباط آخر قد يثير الريبة. فقد كانت القائدة المحنكة لفرقة الشبح الأسود، ولم تصل إلى مكانتها عن طريق الصدفة.

تفاجأ أدريان قليلاً وسأل بنبرة فضولية:
"أنتم تعرفان بعضكما؟"

أومأت فانيسا برأسها بتأكيد، دون أن ترد بكلمة، ثم اتخذت قرارها بالمغادرة. لم تكن بحاجة إلى البقاء أكثر؛ شعرت بأنها على وشك الانفجار من الغضب، ولم ترد أن يظهر ذلك على وجهها أمام الجميع.

صعدت إلى غرفتها بسرعة، وأغلقت الباب خلفها، محاولة السيطرة على مشاعرها الغاضبة. فورًا، أخرجت هاتفها واتصلت بأحد الرجال المسؤولين عن تسليم الشحنة. فطلبت منه أن يُعطيها تفاصيل ما حدث، وأن يشرح لها كل شيء بوضوح..

قبل عدة ساعات:

قبل عدة ساعات:

وصلت دراجة نارية فاخرة باللون الأسود، توقفت أمام المكان. نزلت منها، ونزعت خوذتها من على رأسها، ثم سلمتها للحارس الذي كان وراءها. رجالها كانوا يتبعونها في سياراتهم، يحيطون بها لحمايتها. كان الأمر يبدو سخيفًا نوعًا ما، أن تقود هي دراجة نارية بينما تتبعها قافلة سيارات، لكن ذلك كان جزءًا من أسلوبها في التأمين.

عدلت من ياقة سترتها الجلدية الطويلة، التي بدا وكأنها ارتدتها بسبب البرد، ولكن في الحقيقة كانت أكثر من مجرد سترة عادية. فهذه السترة، المصنوعة خصيصًا لها، مقاومة للرصاص، وتحتوي على جيوب سرية بها إبر مسمومة لتكون درعًا ضد أي تهديد. لم تكن هذه السترة متاحة لأي شخص؛ كانت هي الوحيدة في العالم التي تملكها، وارتداؤها لم يكن مجرد خيار بل كان ضرورة.

وصلت إلى موقع التسليم حيث كان أرون في انتظارها. لم يكن يصدق عينيه عندما رآها. مستحيل أن تكون قائدة الشبح الأسود هذه الشقراء الفاتنة. اقترب منها بينما أدريان كان يراقب عن كثب من داخل سيارته، يدخن سيجارته. كانت هذه الصفقة مهمة بالنسبة له، ولذلك حضر شخصيًا.

مدّ أرون يده ليصافحها قائلاً: "أرون."

أجابته بجدية تامة، مدّت يدها لتصافحه وقالت بنبرة باردة:
"أعرفك جيدًا، يا أرون. أنا بيري."

ثم أضافت بصوت خالي من العاطفة:
"لقد سلمنا الشحنة كما اتفقنا. ونحن لسنا مسؤولين عنها بعد الآن."

عشاق من المافياحيث تعيش القصص. اكتشف الآن