خاتمة

15.3K 517 79
                                        


"أيبارس، هيا! أمك ستقتل كلينا إن تأخرنا أكثر."

كان صوت أدريان يحمل مزيجًا من الاستعجال والتسلية، بينما وقف عند باب غرفة ابنه، منتظرًا أن يظهر أخيرًا.

لكن الرد جاء متذمرًا، محمّلًا بإحباطٍ طفوليّ: "أنا قادم! ولكن ربطة العنق اللعينة ترفض أن تتعدل!"

ابتسم أدريان، لم يستطع منع نفسه من الضحك على لطافة ابنه، الذي على الرغم من صغر سنه، كان يلعن أكثر مما ينبغي. دخل الغرفة بخطواتٍ هادئة، ثم جثا على ركبتيه أمامه، يضبط له قميصه وربطته بحركةٍ خبيرة، قبل أن يحمله فجأةً على كتفيه.

"أبي!" تذمّر أيبارس وهو يحاول أن يحافظ على توازنه. "أنا لم أعد طفلًا، اتركني! كما أن جينا تقول إنني رجلٌ كبير!"

توقّف أدريان، رفع حاجبه باستغرابٍ مشاكس، قبل أن يردّ بنبرةٍ ساخرة: "لو سمعك إدوارد تتحدث عن ابنته، لقام بتمزيقك إربًا!"

اتّسعت عينا الصغير بقلقٍ مفتعل، لكنه استعاد ثقته سريعًا، ثم همس وكأنه يكشف سرًا خطيرًا: "إذن ليكن هذا سرًّا بيننا... لن أخبر آشلي أيضًا."

ضحك أدريان بخفّة، ثم مدّ يده، مشيرًا بأصبعه نحو ابنه الذي مدّ إصبعه الصغير بالمقابل، ليعقدا وعدًا صامتًا بين رجلين.

ثم أنزله أخيرًا على الأرض، وأمسك يده بحزم، تمامًا كما يفعل الرجال الكبار.

"هيا إذن، قبل أن يذهبوا ويتركونا هنا."

"أجل يا أبي، نحن دائمًا نعاني من النساء."

ارتفع حاجب أدريان باندهاش، ثم انفجر ضاحكًا، غير قادرٍ على استيعاب كيف تمكّن صغيره من التقاط تلك الحكمة مبكرًا.

ربما نسي نفسه ووالدته كيف كانا وهما صغار، يبدو أن هذه الأمور تورث حقا ، وليست لها علاقة بالظروف..

ركب سيارته، وضع أيبارس في المقعد الخلفي، ثم انطلق بسرعةٍ، عاقدًا العزم على الوصول إلى زوجته وابنته الصغيرة اللتين انتظرتاهما في المقهى أمام المطار.

لوّحت فانيسا بيدها بخفّة عندما لمحت سيارة أدريان تقترب، لكنها لم تمنحه شرف الاعتراف بوصوله، بل أدارت وجهها ببرود وكأنها لم ترَ شيئًا. رفعت كوب القهوة إلى شفتيها، ثم التفتت نحو ابنتها الصغيرة، التي كانت تتناول كعكتها ببطء، وقالت بنبرةٍ مخادعة:

"ما رأيك أن نعاقبهما بسبب تأخرهما؟"

أشلي، بعينيها اللتين تلتمعان بالحماس، سألت فورًا: "كيف سنفعل هذا؟"

عشاق من المافياحيث تعيش القصص. اكتشف الآن