"#من_ملطفات_الوجع
في عالم الغيب جنازات وحفلات استقبال أكثر من عالم الشهادة..
ففيه ملائكة تغسل وتشيع وتحمل النعوش وتستقبل وتزف وتبشر أهل السماوات بمقدم ذلك الوافد الجديد!!
ألم يأتك نبأ سعد بن معاذ؟
شيعه سبعون ألف ملك... وحملت الملائكة نعشه..واهتز لموته عرش الرحمن!!
وحنظلة بن أبي عامر الذي قال عنه صلى الله عليه وسلم بعد غزوة أحد:
هذا صاحبكم غسلته الملائكة.
نحن نعيش بعينين وساقين لتكون إحداهما في عالم الغيب والأخرى في عالم الشهادة..
لذلك نصبر ونحتسب وندخر السعادة الكبرى من أجل جنازات الآخرة لا الدنيا...
"وللآخرة خير لك من الأولى"
كم من نبي مات بلا صديق يؤازره أو عصبة تأتمر بأمره..لكن شرفه عند الله أكبر من كل أصحاب الجنازات العسكرية في الدنيا..
وفي الحديث: "ويأتي النبي وليس معه أحد"
أي يأتي أنبياء يوم القيامة ولم يؤمن بهم أحد...لكن هذا لم يمنعهم أن يكونوا يوم القيامة في مواكب الأنبياء ومواقف العظماء.
وأبو ذر رضي الله عنه لم ينقص من قدره أن مات غريبا باختياره..لأن الذي هون عليه ذلك أنه سيبعث يوم القيامة أمة وحده...فآثر وحدة الدنيا لحفلة الآخرة.
فإذا علمتم هذا فأعيدوا ضبط البوصلة وتثبيت المعنى..
أنتم هنا في مهمة محددة...تعبدون الله فيها وتُعَبِّدُون خلقه له... وتقيمون فيه للإسلام راية وتورثونها...
على كره من أهل الباطل وأوليائهم...
لذلك لا تأبهوا بتكريمات الدنيا أو جنازاتها...
لأن الجنائز الحقيقية هناك...بدءا من استقبال الملائكة الأرواح في مناديل الجنة، ومرورا باستفتاح أبوابها، وانتهاء بحفل برزخي يستقبل فيها كل مصلح أحبابه الذين سبقوه بالإيمان...ونسأل الله أن نلقاهم على ما سبقونا به وعاهدناهم عليه.
تؤلمني بلا شك كثرة المتوفين من إخواني في غزة، وأتوجع لا ريب لانشغال أقرب الأقربين بما هم فيه حتى عن نظرة الوداع أو تلقي العزاء، أو بث الأحزان لمن حولهم…
لكني عندما أتذكر الآخرة ومواكبها ، واستقبالاتها، وأفراحها… تهدأ نفسي.
الحمد لله أننا مسلمون."
# كلام منقول لكني لا اعلم من الكاتب