السابقون

1 1 0
                                    

"المرء على دين خليله"

كل ما قرأتها اتذكر صديقاتي،

اثنتان منهن اعرفهن منذ الطفولة كن معي في طفولتي و

دراستي وجامعتي و وظيفتي ،

اي قرابة عشر سنوات من الصداقة، 

اما الثالثة فاعرفها منذ حوالي اربع سنوات

وهي احبهن لقلبي،
  احب حُلمها وصبرها على جهل الناس،

واحسبها اكثر مني تقوى
وازهد في الدنيا مني.


الحقيقة لا تخفى علي،

اني اشبههنّ حقاً،
نضحك لنفس المزحه
ونبكي لنفس الحوادث ،
يحزنني ما يحزنهن
و يسعدني ذاك ايضاً،

انا لا استطيع الحكم على نفسي ،
لا اظن اي امرىء يقدر،

لكني انظر اليهن فكأني نظرت في المرآة ،

وقتها اعلم من انا؟
ومن اي طينة انا؟
وهذا ما يؤلمني ،
هن بشر ،
ارى ايجابياتهن بوضوح
و عيوبهن بدقة،
فكلما رأيت تقصيراً عن عبادة احزن،
اقول في نفسي هل انا هكذا؟
وكل ما رأيت معصية اتدبر:

هل فتنت مثلهن من قبل؟

في النهاية احاول ان افهمهن،
لافهم نفسي .

وقد قال عبدالله ابن المبا ك رحمه الله:

"فمن الذي يَخْفَى عليـ ..... ـك إذا نظرتَ إلى قرينه
رُبَّ امرىء متيقن......غلب الشقاءُ على يقينه"

وجدت ما كنت ابحث عنه
انني "انا عادية "

قال تعالى:

" ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا ۖ فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ وَمِنْهُم مُّقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ۚ ذَٰلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ (32)"

صدق الله العظيم.

ايماني ضعيف ليس كالصالحين من قبلي،

حبي للدنيا شديد لست املك زهدهم،

لا تلقائياً اختار نفسي اذا عُرِضَ  علي امر،
اما المفلحون فاولويتهم الله،
يغضبون لما يغضبه ويكرهون ما يكره،

يا ترى هل لنا نصيبٌ ان نكون منهم؟

يحزنني ما نحن عليه.


متى نتقي الله حق تقاته؟

متى نترك الدنيا للاخره؟

متى نسلم لله تسليما؟

اللهم اكتبنا من السابقين
في الخيرات في الدنيا والآخرة،
واسألك مرافقة النبي
الكريم عليه افضل الصلاة والتسليم
في اعلى جنة الفردوس
بغير حساب ولا سابقة عذاب.

الطريق الى اللهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن