استيقظت صباحا في مزاج جيّد، و عندما أقول صباحا فأنا أقصد الظهيرة، فيومي يبدأ في ذلك الوقت.بعد أن رتبت فراشي و استحممت، تناولت فطوري، رتبت البيت قليلا، بذلك قصدت ترتيب ملابسي و أمتعتي أمّا الكتب يستلزم ترتيبها الكثير من الوقت لأنّ لدّي طريقة خاصة بفعل ذلك.
ارتديت ملابسي، وضعت سماعاتي و خرجت من البيت لأتجوّل قليلا و أستكشف المنطقة أكثر
يجب عليّ الذهاب للتسوّق لأنّ الكثير من الأشياء تنقصني، أدوات المطبخ مثلا لكن سأؤجل ذلك لوقت آخر، لا أريد أن أعكر مزاجي به.
أردت أن أتمشى لذا تركت السيارة في موقف السيارات الخاص بالمجمّع السكنّي، لا شيء يضاهي التجوّل في هذا الجو الغائم و البارد مع الإستماع لأغانيّ المفضّلة.
كانت الساعة تشير إلى الثالثة تقريبا، مررت بجانب المحلات الموجودة على طول الطريق وصولا إلى محطة الحافلات، ذكرني ذلك بما كنا نفعله أنا و آمبر في الماضي ننتظر في محطة الحافلات و نركب في أيّ حافلة دون أن نعرف الوجهة، الغرض فقط هو قضاء وقت ممتع، لذا السفر إلى المجهول ليس بالأمر الجديد علينا.
تصفحت هاتفي لبعض الوقت، ما إن رفعت رأسي حتى رأيت وجها مألوفا في المحطة المقابلة لي من الجهة الأخرى.
ميلينا...
نزلت من الحافلة رأيتها من بعيد كانت تبدو متعبة جدًا و مشوّشة، لم أرد أن تراني بقيتُ أراقبها من بعيد فقط إلى أن اختفت، وصلت الحافلة التي كنت في إنتظارها
ركبت فيها و جلست في المقعد المجاور للنافذة، وضعت ببالي زيارة بعض الأماكن و المحلات التي مررنا بها في الطريق و سجلتها على خريطة الهاتف.
نزلت في آخر محطة، مشيت قليلا لأجد حديقة عامة قررت الجلوس فيها لبعض الوقت، مرّ وقت طويل منذ آخر مرة كتبت فيها شيئا ما و أردت المحاولة.
لم يخطر ببالي شيء و في نفس الوقت خطر الكثير، فهمت أنّه ليس الوقت المناسب للكتابة بدل ذلك بقيت أنظر إلى المارة و أتذكر ما حدث بالأمس، وجدت نفسي أبتسم دون أن أدرك ذلك.
عدت إلى شقتي و في الطريق مررت بمتجر لشراء بعض الأشياء
*
*
*
"مساء الخير"
استقبلتني بإبتسامة مشرقة كالعادة
"مرحبا بكِ، تفضلي"كان ترتيب جلوسنا مثل المرة الماضية، وضعت الكيس الذي أحضرته معي فوق طاولة القهوة