لم ترها من قبل، لا تعرف إسمها و أي شيء عنها، حتى في لقاءاتنا السابقة لم أخبرها عنها، لا تعرف ميولها و لا حتى أنا لأنّنا لم نتحدث بهذا الموضوع من قبل، عشر دقائق أو أكثر كانت كافية لتقول و بكلّ ثقة أنّها معجبة بي ؟؟...
"كيف عرفتي ذلك ؟"
هزّت كتفيها و قالت "هكذا فقط "
إستمرّت في إحتساء مشروبها
"حقا لدّي فضول لمعرفة ذلك"
"حسنا، دعيني أعرّفك عن نفسي بطريقة أخرى، إسمي ميلينا و طوال مشواري الدراسي كنت طالبة الصفّ الأخير، ذلك النوع من الطلبة الذين يجلسون في آخر مقاعد الفصل و يحظون بفرصة لرؤية كلّ ما يحصل فيه بكل التفاصيل،مهمّتي أنا و زميلتي عدا الدراسة طبعا هو إكتشاف قصص الحب في فصلنا حتى قبل أن تبدأ ، أنا بنفسي راهنت على بعض الأشخاص، كنت أربط الخيوط ببعضها و أقول إنّه أو أنّها معجبة بهذا أو ذاك بالرغم من أنهم كانو يحاولون إخفاء إعجابهم إلّا أنّني إكتشفت ذلك،و دعيني أخبركِ أنّ الفتاة إيرما لا تحاول إخفاء إعجابها بكِ "
هل من المفترض أن أعرّف نفسي أيضا مرّة أخرى على طريقتها ؟ ماذا لو عرّفت نفسي بأنّني كاتبتها ؟
لا... الوقت غير مناسب لذلك"آليس، طالبة الصفّ الأوّل، حرفيا كنت الأولى ليس في الجلوس فقط، كما أنّ سجلّي خالٍ تمام من أيّ مخالفة، و مازلت كذلك، إهتممت فقط بالدراسة و لم القِ بالا لقصص المراهقين في صفّي، لذا لا فكرة لدّي عمّا تتحدثين"
زمّت شفتيها بحسرة "لا أعرف ماذا أقول، غير أنّك قد فوّت الكثير من الدراما"
لو أنّكِ تعلمين....
"لا عليكِ، أخبريني عن إيرما، ما الذي أظهرته و أنتِ فقط لاحظتِ"
"مع أنّني أشك أنّني الوحيدة التي لاحظت لكن سأقول... منذ أن دخلنا إلى هنا و هي تنظر إلينا، صحيح أنّها تمارس عملها بشكل عادي لكن عيناها و لما لا قلبها هنا"
أشارت بسبابتها إليّ و أكمَلت قائلة"لا أعرف إن كانت موظفة جيّدة بالعادة لكنّ ممّا رأيته اليوم، قد أخطأت في طلبيّتين لحدّ الآن، كما أنّ مشروبي قدِّمَ لي باردا، أظنّها تعتقد بأنّ شيئا ما بيننا لذا عبّرت عن إنزعاجها عن طريق مشروبي أنا"