كانت تنظر إليّ طوال المدة التي قلت لها أن تنتظرني فيها، أشعرني ذلك بعدم الإرتياح.
لكنّني تجاهلتها و أكملت عملي إلى أن ذهبت إلى طاولتها بعد إنتهاء الربع ساعة."ما الأمر ؟"
نظرت إليّ و بالتحديد إلى البطاقة المعلقة في الجيب الموجود على الجهة اليمين لصدري، اسمي مكتوب عليها
"إجلسي رجاءا، آليس"
جلست، عقدت ذراعيّ أنتظر منها أن تتحدّث.
"أردت أن أعتذر منك لما حدث المرة الماضية، لقد كنت فظّة معك، مع أنّكِ ساعدتني، لذا أنا آسفة" قالت بنبرة هادئة، و بدت صادقة و هي تقول ذلك.
قلت بلا مبالاة
"لا عليكِ، لقد نسيت الموضوع أصلا"نظرت إليّ باستهزاء
"واضح أنّكِ نسيتي""رأيتِ ؟؟ أسلوبك هذا يجعلني لا أنسى.... تتعاملين معي و كأنّك تعرفينني منذ زمن"
"معكِ حق، ربّما أعاملك بفظاظة كرّد إعتبار لما كنتِ شاهدة عليه المرّة الماضية، فقد تمّ إحراجي أمامك"
"ليس عليكِ فعل هذا، تحدث هذه المواقف أحيانا و أيضا لست أنا من أحرجكِ بل هي"
صمتت لبعض الوقت ثّم قالت
"تلك كانت و مازالت زوجتي، أرجو ذلك"لا أعرف ماذا أفعل، أتجاهل ما قالته و أكتفي بقبول إعتذارها بما أنّه يهمني و أكمل يومي بشكل عادّي و أنساها لأنّني لا أعرف أيّ شيء عنها حتى إسمها.
أم أدعها تخبرني قصتّها لأن تعابيرها تظهر أنّها تريد ذلك، كل شيء فيها يدّل على أنّها تنتظر سؤالي.
إذا اخترت الخيار الثاني...... فسأقع في مشكلة.سألتها "الموضوع الذي أردت التحدّث عنه هو إعتذارك منّي أو قصتك ؟"
"في البداية كنتُ أخطط لأعتذر فقط لكنّ غيّرت رأيي و أريد أن أخبرك بما حدث"
تنفست بعمق لأحضّر نفسي على ما أنا مقدمة عليه
"حسنا، قولي ما لديك سأستمع لكِ، لكن قبل ذلك هلا قلتِ لي إسمك ! يبدو غريبا أن تكوني الوحيدة الذي تعرف إسمي"
"آه، صحيح لم أعرّف عن نفسي... إسمي سام"
مدّت يدها لمصافحتي و فعلت المثل.
"سام !!"
"نعم"
"ستنتهي إستراحتي قريبا لذا هل ستخبرينني بما حدث ذلك اليوم؟ "