الفصل السادس

1.9K 79 34
                                    


في الوقت الذي لم تكن ميلينا موجودة شعرت بملل رهيب، تأكدت من حاجتي للإهتمام بشيء ما، و إيجاد وظيفة مؤقتة هو الفكرة الأمثل، عليّ فعل شيء ما بهذا الخصوص.

مرّت أيام، عادت فيها من منزلهم العائلي، أحضرت لي معها كعك كانت قد أعدّته والدتها لي خصيصا، قالت أنّها أخبرتهم بأنّ جارة جديدة إنتقلت للمجمّع السكني، و أنّنا نتواصل دائما و نزور بعضنا البعض، تعريف سطحي جدا لي، ما الذي كنت اتوقعه أصلا !!

بقينا على نفس الحال، نزور بعضنا من وقت لآخر, لكن حدث شيء ما جديد.
وجدت وظيفة بدوام جزئي في مقهى يبعد عن شقتي 15 دقيقة مشيا فقط،يديره شاب يدعى إيريك.

أعمل بالدوام المسائي من الساعة الواحدة ظهرا إلى السادسة مساءا بمعدل خمسة أيام في الأسبوع، الفريق الذي أعمل معه متكون من 3 عمال آخرين، إيدن، تيا، إيرما.

إيرما لا تزال طالبة بالجامعة، آخر سنة جامعية لها، هي أقربهم لي، كانت ودودة معي للغاية، كما أنّها تطوّعت لمساعدتي في تعلّم المهام التي كلّفت بها، و إعداد وصفات المشروبات المقدّمة.

*

*

*

كان يوما عاديا جدّا، استيقظت في منتصف النهار كالعادة، تناولت غدائي، ذهبت للعمل و الذي قد بدأت أعتاد عليه و على بعض الزبائن الدائمين هناك، كانت ميلينا محّقة بشأن أن المقاهي و المطاعم مكان مناسب لبداية قصة حب، فقد كنت شاهدة على بعضها.

عدتُ إلى المنزل بعد إنتهاء دوامي، اليوم هو دوري في استقبال ميلينا، لكنّ وجدت بأنّها قد أرسلت رسالة نصيّة لي تخبرني فيها أنّها لن تحضر اليوم، سألتها إن كانت بخير و قالت بأنّها كذلك.

فكرت بالذهاب إلى شقتّها و الإطمئنان عليها لكنّني ألغيت الفكرة لأنّني قد أزعجها بمجيئي، أو ربما سبب عدم مجيئها بالأصل هو رغبتها بالبقاء بمفردها، تركت الأمر على ما هو عليه و لم أركز به أكثر.

كانت الساعة تشير إلى التاسعة ليلا حين سمعت صوت طرق على الباب، من قد يأتي في هذه الساعة ؟
فتحته لأجد ميلينا واقفة هناك، بتعابير حزينة لم أعتد على رؤيتها بدت و كأنها تحمل الكثير من الثقل و الهموم بمفردها، منظرها ذاك حرّك بداخلي شيئا ما، أشعل رغبة بي بمواساتها و مشاركتها في حزنها، لم أفكر في معرفة القصة أو السبب وراء تعابيرها، كل ما أفكر به الآن هو أنّني أريد إحتوائها بداخلي، أن أخبّئها في مكان آمن بعيدا عن كل ما يتعبها.

لم تقل شيئا، و لا أنا، كل ما فعلته هو أنّني أمسكت بيدها و قمت بسحبها للداخل و معانقتها.

passion | شغفحيث تعيش القصص. اكتشف الآن