كانت جادّة عندما قالت سنتحدّث لاحقا، طلبت منّي أن أغيّر ملابسي ريثما تسخّن لنا العشاء، يعني ذلك أنّها انتظرت عودتي لنتناول العشاء معا، لم تسألني عن أيّ شيء، لا عن أين و مع من كنت و لا عن كيف سار الموعد.بعد إنتهائنا من العشاء، أخبرتني أن أنتظرها في غرفة المعيشة بينما تحضّر لنا مشروب شوكولا ساخن
جلست على الأرض و توقعت أن تجلس هي على الأريكة مثل المرة الماضية، لكنّها فاجئتني و جلست بجانبي على الأرض، بقيت أنظر إليها بإستغراب.
قالت بكل هدوء "لا تنظري إليّ هكذا، أنا أيضا لدّي ما أفكر به، لدّي أسئلة كثيرة تدور في ذهني و الشخص الذي من المفترض به أن يجيبني فضّل إلتزام الصمت، لذا سأحاول إيجاد إجابات بمفردي"
إنّها لا تضيّع الوقت أبدا
"يمكنكِ سؤال ذلك الشخص مباشرة، أنا مستعدة لإجابتك"
إبتسمت معي إبتسامة رضا و قالت"أين كنتي و من تلك التي كانت معكِ ؟"
"تلك صديقة لي تعرّفت عليها في مكان عملي، دعتني لتناول العشاء في منزلها و قبلت "
"أهاا، صديقة إذا.... من النوع الرومانسي الذي يفتح باب السيارة لك"
هذا يعني أنّها رأت كل شيء
"لااا قطعا، الأمر ليس كذلك.... رأت أنّ من اللباقة أن تشكرني على قبولي دعوتها بتلك الطريقة، واجهت مشكلة مع زوجتها و كنت شاهدة على ذلك، لذا أردت المساعدة"
بدت و كأنّها إستوعبت ما قلت
" تلك هي الصديقة التي كنّا نتحدّث عنها بالأمس؟""أجل هي"
"لدٌي فضول لأعرف كيف ساعدتها"
عدّلت من جلستي لأكون مقابلة لها
"كانا ليستطيعا حلّ مشكلتهما من دوني، كل ما فعلته أنّني إختصرت عليهما الوقت، كانت المشكلة لتحلّ بقليل من التواصل و التفاهم و هذا ما جعلتهما يفعلانه، بالبداية جعلتهما تثقان بي ثّم تتجاوبان معي و تشاركانني بما تفكران، أخبرتني كل منهما عن الأشياء التي تحبها في الأخرى و أسباب وقوعهما في الحب، تسبّب ذلك بتلطيف الجوّ بينهما، ثمّ أخبرتاني عن المشكل، أخيرا وجدتا الحلّ و انتهى الموضوع بسلام"