جاء اليوم الذي نزور فيه عائلتي، قدّمت لي آمبر الكثير من النصائح و التوجيهات لأحافظ على هدوئي و ثباتي كي أترك انطباعا جيدا لميلينا، كما طمأنتني بأنّها ستتكفّل بتجهيز منزلي من ترتيب و تنظيف.
أمّا حبيبتي فهي أكثر شخص متحمس لهذه الزيارة فما أعتبره أنا زيارة عمل و واجب تعتبره هي رحلة استجمام.
بقيت أنظر إليها باستغراب، فالفتاة التي تأخذ رأيي الآن بما سترتديه من ملابس ليلائم ظهورها الأوّل أمام عائلتي حسب قولها هي نفسها التي رفضت طلبي المتكرر بأخذ إجازة لقضاء الوقت معا.بعد أن انتهت من تحضيراتها اقتَرَحت عليّ أن تقود هي و وافقت.
قررت سؤالها مباشرة بما يشغل تفكيري و نحن بالسيارة "كنتِ ترفضين أخذ إجازة في كل مرة أطلب منكِ، و مع ذلك لم تترددي لحظة بالموافقة على المجيء معي لأهلي"
أجابت دون أن تشيح نظرها عن الطريق و تنظر إليّ "بالتأكيد لن أتردّد في أمر يخصك آليس"
لا يجيب هذا عن سؤالي، قلت بملل
" كلاهما يخصنّي الإجازة و الزيارة و لو طلبتِ رأيي لكنت فضلّت أن نقضي الوقت معا في منطقة سياحية ما"
أمسكت بيدي و تخلّلت أصابعها أصابعي، نظرت إليّ و قالت بصوت ناعم و هادئ "كلّ ما يقرّبني منكِ و يجعلني أتعرّف على المزيد من جوانبك ستجدين منّي هذا الحماس و الدعم، لم أمانع أخذ إجازة و إنّما أردتُ تأجيلها لوقت آخر مناسب..."أعادت انتباهها للطريق و أكملت" قد تتساءلين ما أعنيه بالوقت المناسب، منذ معرفتي بالسبب الحقيقي للقاءنا و أنا أفكر، تعليق واحد جعلك تتركين كل شيء وراءك و تبحثين عن حلّ لما اعتقدتِ أنّه مشكلة.
مقارنة بي بقيت في محيط مهلك أعرف أنّه يستنزفني، يستهلك طاقتي، ربما خوفا من المستقبل المجهول او من مغادرة منطقتي الآمنة.
ما قمتِ به يستحق الإعجاب،أردت أن أفعل مثلكِ بدوري، ألّا أنتظر من الأمور أن تتحسن من تلقاء نفسها بل أغيّرها لما يناسبني و الأهّم لما يريحني،و عرضك للعمل مع آمبر كان مسرّعا للخطوة التي سبق و فكرت بأخذها، لذا أنا ممتنة من أعماق قلبي على معرفتكِ"بصراحة لم أكن أعرف أنّ تذمري سيجعلني أتلقى المديح و التقدير، كما أنّها أول مرة تعبّر فيها ميلينا بإعجابها بي.