البارت السادس و العشرون

372 5 0
                                    

#الراوي

12 ديسمبر..

كانت المدفئة مشعلة في شقته الباردة، و لهيب النيران لا يدفئ سوي الاخشاب حولها، كان المعطف الذي يغطي الجزء  العلوي من جسده العضلي لا يصل ابداََ ذلك العضو المتمزق في داخله..

لقد فقد كل شئ..
و انفلتت من يده كل عقد سعادته..

و هو جالس علي مكتبه و عيناه تنظر بشكل ثابت لهذا الصندوق الذي كان يعتبره اغلي ما يملك..

حتي مع وجود شارته التي كان يعتز بها،. و الصندوق الذي جمع فيه حاجيات مكتبه بعد استقالته ملقاه هناك علي بدايه الغرفه باهمال..

ما كان يعنيه هو علبة صغيرة مخملية قد جمع فيها كل ما توقع ان يكون املاََ له..

فتح العلبه باصابع مرتعشه، لم يكن مستعداََ بعد خاصه بعد كل ما سمعه ان يقرأ مرك اخري الخطاب الذي كتبه و هو شاب ذو 15 سنه لوالده الذي الي لحظتها لم يكن يعرف من هو..

قلب بابصبعه الجواب لينظر الي الصوره التي اسفله،. كان الحريق لا يزال الي حافته و عيون الرجل المشابهه تماما لعينيه تخبره بغل كم كان غبياََ..
كم كان احمق لانه صدقه كل تلك السنوات.
كم كان كل هذا الوقت يستخدمه فقط ليخبأ اعماله  القذرة و بيع المخدرات...
كيف كان ليضحي بحياته معهم بدون رحمه..

دمعه ، ثم اخري..

بدأ طرف الورقه يبتل، ليتنهد ارثر و ياخذ نفساََ خشناَ و يعود للخلف بكرسيه..

" اللعنه عليك.."  حاول التخلص بكبرياء من دموعه و لكنه بدون قصد قام بطرف عينيه..

" يا الهي..اللعنه " لعن تحت انفاسه و هو يضرب بقبضته بقوة المكتب الخشبي..

" لقد انتهيت.. بالنسبه لي..!
انت  لا احد..! "

صرخ للفراغ امامه و هو يتخيل صوره كينت..
و هو يبصق له بكل سهولة عن كيف اجرم في حقه هذه السنين.
و حتي مع استمرار شعور الاحتقان بعنيه وضع اصبعين بداخل العلبه و اخذ الورقه المطبقه بشدة..
ليفتحها بيد مرتعشة.

و لكن قبل ان يبدا بقراتها سمع صوت جرس مستعجل جدا علي الباب..

شعر و كأن الباب علي بعد الاف الكيلومترات من هنا..
و هو ايضاََ لم يطلب اي شئ..
لقد اخبر فانيسا انه قد سافر، و لم يخبر احد انه هنا..
ليفكر بين نفسه..

منذ متي يأتي ما كان ينتظره؟

تنهد و قام من كرسيه ليخرج الي الصاله الخارجيه ليفتح الباب، و تسقط عيناه عند رؤيتها..
كانت رغم اراهقها جميلة، تخطف انفاسه كالعادة و هي ترتدي معطف ازرق  رغم غضبها ، دخلت مثل الاعصار و لم يعرف بم يتحدث الا انه افسح لها الطريق للداخل..

" سيلا.."
خرح اسمها كهمس خافت من حلقه الاجش لتنظر له نظره عتاب وحيدة و تدخل لتضع سلة مغطاه علي الطاوله الخشبيه  بطرقه قويه ..

the clever lamp and the dump fox حيث تعيش القصص. اكتشف الآن