سَّـــفَــاْحــةُ المَـــاْفِـــيَاْ ©

الفصّل الثَالِثْ عشر : في شوارع برلين .

*************

" فلتظنوا أنتم أنني انتهيت .. و فلأفاجئكم أنا ببداية عظيمة في كل مرة."

************

آيلا لوبيز .. 

من أول نظرة هي تبدو لك امرأة قاتلة ، صلبة و قوية .. 

 و هي فعلاً كذلك ..  غادرت الرحمة كل معالمها ، ابتداءاً من ملامح وجهها الى أعماق روحها و قلبها .

و ذلك كان معروفاً من تقاسيم وجهها الى نبرة صوتها الى نظرة عينيها .. كل شيء بها يصرخُ جنونا و جموحاً ، و هذا ما كانت تراه زعيمة عشيرة آمسبيرخ أمامها ، سلاح آيلا كان موجهاً لرأس زعيمة العشيرة مباشرة بملامح لا تهتز و يوجد حوالي عشرين رجلا يوجه سلاحه نحوها لكنها لم تكن تنظر لأحد .. 

جميع الرجال كانوا مليئين بالنقاط الخضراء في اللحظة التالية لتبتسم آيلا "بإشارة مني سأقضي عليكم هنا .. ما رأيك أن تعودي من حيث أتيتِ؟" قالت لها بينما الأخيرة لم تتأخر في الرد بغضب "لن أبرح مكاني حتى أسفك دماء ذلك الايطالي اللعين .." .

" لا تعطي وعودا أمام رجالك لست قادرة عليها.." أخبرتها آيلا ثم أطلقت نفساً قوياً كان بمثابة إشارة لإسقاط كل الرجال الذين خلف زعيمة آمسبيرخ و هذا ما حصل في غضون ثانية واحدة فقط .. 

ثانية واحدة كلفتها حياة عشرون رجلا من رجالها .. 

" لا أحب من يوجه سلاحه في وجهي .." قالت آيلا و هي تبتسم كأنها لم تفعل شيئا بينما السيدة التي أمامها كانت قد التفتت تنظر لجثث رجالها تستوعب انها فعلتها حقا ، قتلت رجالها .. سفكت دماءهم .. و هذا إعلان حرب واضح و تقليل من شأن العشيرة بأكملها.

" لا تنظري هكذا .. زعيم الباتشيكو لو يعلم أنك تحاولين افساد اجتماعه المهم الآن لقام بتفجير رأسك أيضا." وضحت لها آيلا و هي تقترب أكثر منها ، "ما هذه الجرأة لوبيز؟" . 

"في الحقيقة الجُرأة هي اسمٌ آخر لي .." 

صمتت الزعيمة تحدق بها ، المسدس مازال على جبينها ، و الشيطانة تقف أمامها بشموخ و أعين ماكرة مستفزة.

كانت السيدتان يقفان أمام البوابة مباشرة ، السيارات التابعة لعشيرة آمسبيرخ كانت كثيرة و تشكل سطرا حتى داخل المكان لكنهم لم يقتربوا حتى من القصر لأن آيلا قطعت طريقهم هنا ، ادوارد كان  يقف خلف آيلا و يحدق بالمجزرة التي خلف العشيرة و يفكر ان كانت آيلا تمتلك الصلاحية لقتل رجال عشيرة ألمانية تابعة لروبرت باتشيكو .. 

" زعيمة ، سيقوم الزعيم بالتنسيق بينكم و بين عشيرة سيلفا قريبا ، اقتحامك المكان بهذه الطريقة لن يعجبه..." تدخل ادوارد لكن أعين الزعيمة لم تتحرك من وجه آيلا التي مازالت توجه السلاح لرأسها كأنها تخبرها أنها ستتجرأ و تقتلها ان اقتربت أكثر و صممت على اقتحام الاجتماع...