الفصل الثامن عشر : أسفلَ الأرض ..

410 24 26
                                    

********

" اذا أردت السلام ... استعد للحرب."

********

" مازالت ابتسامتكِ لا تعجبني.." تحدث روبرت لآيلا التي كانت تجلس بجانبه في السيارة بينما يتولى هو القيادة و ينظر لها بطريقة جانبية..

كانت تبتسمُ بينما تحدق بالنافذة بجانبها ، عضت شفتها السفلى و هي تحاول كبح ابتسامتها بدون فائدة ، ليس و هي تتذكر تذمر روبرت باستمرار و ملامحه المشوشة بشأن المياه التي بذرتها هي طيلة الليلة ..

" ليس ضرورياً أن تعجبك.." تحدثت دون النظر له و هي تراقب الطريق و قد نجحت في اخفاء ابتسامتها نوعا ما ، كانت ترتدي بنطالاً أبيضاً جلدياً ، مع قميص أسود مع أزرار فضية لامعة ناسبت لون كعبها الفضي الذي يلمع من بعيد ..

كانت تمتلكُ ستايلاً غريبا قليلا في الملابس..و دائما ما تسرق الأنظار بتميزها حتى في تنسيقها لملابسها ..

أما شعرها فكان فوضويا بعض الشيء ، ترفعه بشكل غير منتظم و كالعادة نجحت بعض خصلاته في التمرد من الأمام ..

نظاراتها الشمسية حالكة السواد كانت تغطي لون عينيها البحري..

" أشمُ رائحة أكشن اليوم.." تحدثت هي تنظر لنفسها في المرآة التي أخفضتها من الدرج العلوي للسيارة ، كي ترسم أحمر شفاهها بحذر و كأنها تتحضر لحفلة ما ..

نظر لها و هو يتذكر جملتها في ايطاليا..

مهمة اغتيال هي الحفلة الوحيدة التي تستحقُ تأنقها..

لهذا هو لم يعلق على هذا الجنون ، بل ابتسم على كلامها يؤكده بنبرة صوت هادئة تماماً ، " لا شك في ذلك.." و كأنهما لا يتكلمان عن الخطر المحدق بهما ..

كمن يتناقشان حول أحوال الطقس..

" بالمناسبة.."

" همم.." كانت منغمسة في رسم شفتيها بدون أدنى خطأ..

" حاولي سحب أكبر عدد ممكن من المعلومات منها.." تحدث و هي فهمت عن من يتحدث لذلك أومئت دون أن تقول أي شيء ، هي أساسا هذا ما كانت ستفعله حتى لو لم يخبرها ..

" دعني أضع تخمينات.." جاء دورها في الحديث و هي تضع أحمر شفاهها داخل أحد جيوبها ثم تلتفت قليلا لتركز بالنظر له..

و هنا هي أدركت أنها أصبحت تتحدث مع براحة..

رمت بهذه الفكرة بعيدا و ركزت على ما ستقوله تاليا ، و من ملامح وجهه الجادة كانت تعلم أنه ينتظر سماع تخميناتها ، لذلك قالت دون مقدمات..

" إما أنك تريد اختبار ولاء ريشتر كي تتحقق من امكانية استعمالها في أحد مخططاتكْ .. " هذا كان التخمين الأول ، أومئ هو يحثها على المتابعة لتفعل مباشرة..

 سَّـــفَــاْحــةُ المَـــاْفِـــيَاْ ©حيث تعيش القصص. اكتشف الآن