الفصل التاسع عشر : انتقامٌ مرير .

367 25 40
                                    

*********

"نطق الرصاص ، فالكلام حرام.."

**********

00:00
Germany , berlin .

في أحد شوارعِ برلين ، كانتْ تمشي بخطوات ثابتة ، تضع يديها داخل جيوب سترتها الجلدية السوداء ، تنظرُ للمارةِ بطرف عينيها ببرود تام بينما تمضغُ علكتها بطعم النعناع المنعش ..

مسدسها كان بارزاً يلامسُ خصرها العاري ، بارداً على بشرتها لكنها لا تبالي ، تمشي نحو وجهتها بكل هدوء ، كعبها كان يطرقُ الأرضية بتوازن ..

كانت تبدو كعارضة أزياء بتلك المشية المستقيمة ، شعرها كان منسدلاً  ، مظهرها يوحي على أنها في طريقها لحانة ما كي تسهر مع صديقاتها...

لكن الحقيقة أنها كانت عزرائيل أحدهم ..

تخطو نحو ضحيتها بكل هدوء و روية ، كأنها تعطيه اللحظات الأخيرة ، و تعطيه فرصة الهرب ..

لأنه إن كان شكها في محله فضحيتها علم بقدومها و هو الآن يحضر نفسه للهرب ..

تزامنا مع تفكيرها في هذا ، وصلها صوت لونا في سماعتها ، " إنه يخرجُ من شقته..في المصعد..ينزل للطابق الأرضي..توجد سيارة سوداء مرسيدس بنز الفئة s 680 تركن أمام البناية..إنه يخرج من البناية آيلا..".

في كل معلومة تصلها كانت تزيد من سرعة خطواتها ، حتى أصبحت تركض،  التفتت الالتفاتة الأخيرة ليقابلها المنظر الذي تصفه لها لونا ..

كان يحملُ حقيبة سوداء ، ما إن رآها حتى تغير لون وجهه و اتسعت عيناه كأنه ينظر لملك الموت ، قبل أن يركض لداخل السيارة متعثراً ..

و طبعا السيارة  لم تتأخر في الانطلاق بسرعة مصدرة صوتاً قوياً في الشارع ..

"أمسكتك.." تمتمت و هي تلتفتُ خلفها ، حيث رُكنت دراجةُ سوزوكي هايابوسا بجانبها ، و طبعا هي لم تتأخر في الركوب و لا تعلم لماذا هي تعرف هوية الراكب رغم أنه يضع خوذة سوداء بالكامل ..

ربما لأن سمّاره مميز..أو لأنها حفظت وشوم ظهر يده..

انطلق بسرعة لم تكن معقولة ، شعرها كان يتطاير بعنف و الرؤية صعبة للغاية ، مع هذا هي تدرك أن تفويتهم لهذا الشخص هو تضييع فرصةٍ ذهبية لمعرفة الكثير ..

الشوارع كانت فارغة نوعا ما ، مما سهل على روبرت ملاحقتهم ، ما ان فُتحت النوافذ الخلفية حتى شتم روبرت ، آيلا لم تتأخر في سحب مسدسها و التصويب نحوهم مثل ما فعلوا..

كانت رصاصات طائشة ، روبرت التفت بوجههم و زاد من سرعته أكثر لتتمسك آيلا به هذه المرة لأن الأمر أصبح جنونيا...

و هي كانت تدرك أنه يحاول الخروج في وجههم لهذا كان يحتاج زيادة السرعة ، و ذلك لم يكن لطيفا على جسدها البتة لكنها تمسكت به و أغلقت عينيها ..

 سَّـــفَــاْحــةُ المَـــاْفِـــيَاْ ©حيث تعيش القصص. اكتشف الآن