الفصل العشرين : على الحافة ..

339 21 46
                                    

**********

" ربما لن أستطيع مداواتك .. لكنني سأبقى معك حتى تُشفى."

**********

بعيداً عن ألمانيا .. في مدينة وارسو أو دعنا نقل فارصوفيا ، نعم في بولندا ..

بريتي باتشيكو كانت تدرس مخطط الأمن للمنزل الذي ستقيم فيه هي و شركائها في المهمة ، و هي تقوم بهذا شخصيا مع اعطاء التعليمات اللازمة لأنها تدرك جدية الوضع و أن محاولة اغتيالهم لن تكون فكرة غريبة ..

بل منطقية جدا حتى..

" لا بل سيحدث التغييرات كل أربع ساعات في النهار ، و كل ساعتين في الليل مع بقاء أحدهم فقط ثابت في كل جهة..." كانت تتحدث مع أحد رجالها بجدية و هي تنظر للمنزل بنظرات دقيقة و جادة ..

العمل معها كان يجعل المرء يشغل حاسته السادسة حتى لأن الجميع يدرك كم هي غير متساهلة مع من لا ينفذون تعليماتها بالحرف الواحد ..

" هذا كل شيء للآن.." تنهد الرجل براحة ما ان قالت هذا و هي تغادر مكانها ، كانت في الحديقة الصغيرة التي تحيط بالمنزل ، الحديقة كانت محاطة بجدران بيضاء ليست عالية نوعا ما ..

كانت تمشي باستقامة و شعرها المجموع على شكل ذيل حصان مستقيم كان يتحرك على نغمات كعبها العالي ، دخلت باب الفيلا التي تقيم فيها هي و أعضاء المنظمة ..

كان طرازها كلاسيكياً ، بألوان ذهبية و بيضاء ، رخام لامع و خدم مصطفون بنظام منظم ، " سيدة بريتي وجبة العشاء ستكون بعد نصف ساعة." تحدثت رئيسة الخدم لها تجعلها تتوقف أمامها قائلة ، "لن أكون على الطاولة..اهتمي بالبقية.." .

ثم ببساطة أكملت طريقها لغرفتها التي كانت في الطابق الأرضي ، فتحت الباب و دخلت تطلق تنهيدة طويلة ، هي ليست مستعدة للجلوس معه على طاولة واحدة ، ستخونها عينيها دون شك ..

عينيها فقط؟ تبا...

فتحت أزرار قميصها الأسود بسرعة بينما ما تزال متجهة للحمام ، حاولت فتح الباب لكنه كان مغلق .. عقدت حاجبيها و هي تتوقف عن فتح أزرارها باستغراب .

حاولت مرة أخرى لكنه لم يفتح ..

التفتت كي تنادي على إحدى الخدم لكنها توقفت حين سمعت صوت خطوات من داخل الحمام ، و فورا هي سحبت مسدسها و عينيها كانت على باب الحمام الذي فتح ببطء..

و هي كانت مستعدة تماما لتفجير رأس أي غبي دخل غرفتها ، لكن ليس  باسكال رودريغيز طبعا..

ملامحها لم تهتز و هي تحدق به كيف ينظر لها بكسل و هو يرتدي قميصه بكل بساطة ، مازالت بعض قطرات الماء تقطر من شعره ، و رائحة رجولية تفوح منه و من الحمام ..

غرفتها نوعا ما كانت مظلمة ، خاصة و أنه موعد الغروب ، و أعينها العسلية كانت تحمل لوناً مميزا في هذه الاضاءة الخافتة ..

 سَّـــفَــاْحــةُ المَـــاْفِـــيَاْ ©حيث تعيش القصص. اكتشف الآن