الفصل الثاني : روبرت باتشيكو .

873 32 33
                                    

************************************************************

" الحاكم الصالح لابد أنه كان من قبل محكوما. " 

************************************************************



" تنقصكِ فقط ابتسامةْ لطيفة أيتها الروسية الفاتنة."
قال الرجلُ الوحيد الذي يستطيع التغزل بها لحدِ الآن و هو يجلسُ على الأريكة في شقتها ينظر للروسية التي تقوم بارتداء كعبها الفضي بملامح هادئة كعادتها .

كانت ترتدي فستاناً أسوداً ضيقاً يحدد كل منحنيات جسدها بحمالات رفيعة ، طوله لما بعد الركبة لكن الفُتحة كانت تصل لمنتصف فخذها الأيمن بجرأة ، اكتفتْ بعقدٍ من الألماس و رفعت شعرها الطويل على شكلِ كعكةَ مرتبة تاركة خصلاتها السوداء الطويلة تتمردُ من الأمام .

لم تكن تضعُ الكثير من مستحضرات التجميل رغم أنها ذاهبة لحفلٍ من أفخم حفلات ألمانيا ، لكن أحمر شفاها النبيذي كان مغرياً و لافتاً جداً .

كانت تجلسُ على الأريكة المقابلة لخاصته ، كان يرتدي بذلة زرقاء قاتمة كالليل ، مع قميص أبيض و حذاء كلاسيكي بنفس اللون ، يجلسُ بتعجرف و يدخنُ سيجارته بابتسامة لعوبة و هو يحدق بها .

" ذكرني لِم لا أستطيع قتلكْ؟"
تساءلت و هي تريح جسدها للخلف حين انتهت من ارتداء كعبها ، ضحك هو بقوة ثم رفع كتفيه باستفزاز و هو يقول :

" لأنني الابنُ الوحيد لرئيستكِ ربما ؟ أم لأنني صديقكِ الوحيد الذي مستعد لحرق ألمانيا من أجلك ؟ أم لأنني شريك حياتكِ الكئيبة ؟ أم جميعها ؟ "
أجابها بعبث لترسم ابتسامة قاتلة على وجهها و تخبره " صدقني ليس هذا ما يمنعني." فضحك مجدداً و هو يضع سيجارته المنتهية على طاولة الزجاج .

" هل نغادر آنسة آيلا ؟ نحنُ متأخرون كما تعلمين."

" بسببك."

" بسببي ؟ هل كنتِ تنتظرين مني أن أرافقكِ لحفلة باتشيكو بتلك الملابس الرجولية بحق الرب ! "

" ادعو الرب أنها ضمن المهمة ، و أنني في مزاج جيد كافي لارتداء فستان كهذا."
قالت و هي تقف من مكانها ثم مشت نحو التلفاز المعلق لتسحب مسدساً من خلفه كانت تخبأه هناك .

" الأسلحة ممنوعة . حتى أنتِ لستِ حالة استثنائية للأسف."
أخبرها لترفع نظراتها الحادة نحوه كمن تفوه بأكبر مزحة . لكنها الحقيقة و عليها تقبلها فالرئيسة كررت هذا لها أكثر من مرة.

" أعلم."
اكتفتْ بهذا و هي تحاول تهدأة نفسها لأنها ترفض ترك مسدسها في أي مكان. هي كانت حالة استثنائية دائما ، لا تدخل لأي قصر بدون أسلحتها و لا تقابل أي أحدٍ بدونه و لا تحضر أي اجتماع بدونه حتى أن شقتها فقط تحتوي أكثر من عشرين مسدساً في مختلف الأماكن و سيارتها كذلك ..

 سَّـــفَــاْحــةُ المَـــاْفِـــيَاْ ©حيث تعيش القصص. اكتشف الآن