الفصل الرابع عشر : معاً نعدُ النجوم ..

536 34 3
                                    

*************
" أفضل طريقة لدخول عالمنا هي .. أن تولد فيه."

************

غروب الشمس ..

كان أحد المناظر التي تحبها آنجل ، لذلك حين بدأ قرص الشمس بالاختفاء تدريجياً و تحول لون السماء للأرجواني الذي يغلب عليه طابع مظلم كانت هي تحدق به من نافذة منزلها بشرود و تحملُ كوب قهوة ساخنة  ..

مضت أيام على الموعد الذي جمعها مع فيليب ، ستكذب إن قالت أنها لم تفكر به منذ ذلك اليوم ..

بعد أن أخبرها أنها منحته قلباً هي لم تقل شيئا .. فقط حدقت به لثواني طويلة .. و هو لم يضغط عليها و لم يحاول قول شيء آخر .. لا كلمة قيلت فوق كلامه و انتهى به الأمر يوصلها لمنزلها محترما قرارها بالصمت ..

هو فقط تأملها ..

ثم تركها في دوامة أفكار ، متخبطة بين حروفه و كلماته و ابتسامته الدافئة التي لم ترتسم على وجهه سوى من أجلها ..

من كلامه الأخير ، من طريقة نظره لها و كأنها لوحة فنية ليس لها مثيل ، هي يمكنها توقع أن فيليب ليس مجرد شخص أنقذته من الانتحار و فقط ..

أكثر من ذلك ..

و الموعد الذي داهمه فيليب مستأجرا المطعم بأكمله من أجلها لم يكن مجرد صدفة ..

التفكير بالأمر لم يترك عقلها أبدا ، حاولت طوال هذه المدة التواصل مع لونا و لكنها لم تنجح البتة ؛ ليس و لونا غارقة في الأعمال و التجسس و مراقبة كل زاوية خلف شاشة حاسوبها على أية حال ..

خاصة في هذه الفترة الحساسة ..

زفرت الهواء بانزعاج ثم ارتشفت من قهوتها تحاول التفكير بشيء ما .. شيء لا يوجد فيه فيليب .

لكن احزروا ماذا قفز لعقلها ؟

أجل الهدايا الغالية التي كانت تصلها في كل يوم لعيد ميلادها .. هل يعقل أنه الفاعل ؟

بالنهاية هو ثري و قد حجز لها مطعماً بأكمله..

أو ربما هي بالغت قليلا في الأمر ، بالنهاية لِم قد يصبحُ مهووساً لهذه الدرجة من لقاء بسيط واحد؟

حسنا هو لم يكن بسيط .. ليس بسيطاً البتة.

القدر جمع بينهما بطريقة مميزة و غريبة ..

لا يمكنها إنكار هذا ، و لكن هي لا تعتقد أن يمكن لانسان ما أن يقع في الحب لهذه الدرجة فقط لأن انسانا ما منعه من الانتحار و أقنعه بالتمسك بالحياة ..

صحيح ؟

عقلها لم يتوقف عن التفكير .. حتى ركنت سيارة سوداء ما أمام منزلها مباشرة ، ذلك جذب انتباهها لتحدق بالباب كمن ينتظر نزول صاحب السيارة لتراه ..

 سَّـــفَــاْحــةُ المَـــاْفِـــيَاْ ©حيث تعيش القصص. اكتشف الآن