الفصل السادس عشر : سؤال بسؤال!

358 28 6
                                    

وصف النبي هذا الدعاء بسيد الاستغفار فأكثروا منه أصدقائي :

" اللَّهُمَّ أنَْتَ رَبيِّ لَا إلِهََ إلَِّا أنَتَ، خَلَقْتنَيِ وَأنََا عَبدُْكَ، وَأنََا عَلَى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا صَنَعْتُ، أَبُوءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ عَلَيَّ، وَأَبُوءُ بِذَنْبِي فَاغْفِرْ لِي فَإِنَّهُ لَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ "

♡♡♡♡♡♡♡

أن تكونَ إنساناً قوياً أمرٌ مُتعب ، صفة القوة بقدر ما ستهبكَ الهيبة و النفوذ و السلطة إلا أنها ستحملك مسؤولية ضخمة اتجاه كل شيء ..

سيصبحُ التعبُ ممنوع ، و الفشل مُحرم ، ستصبحُ المثالية هي كل ما تسعى إليه ، و لا تستطيع أن ترضى بأقل من ذلك و لا يمكنك إرضاء غيرك بأقل من ذلك أيضا ،مما يولدُ قدراً رهيباً من الضغط ..

الضغط الذي سيحرمك لذة الحياة حتى..

ستعيشُ كرجل آلي ثم تموتُ و أنت كذلك..سيبقى أثرك في حياة الجميع عدا حياتك..حياتك التي ستكون فارغة تماماً لأنك لم تتفرغ لها يوماً حتى جمعك لقاءُ القدر مع ملكِ الموت و الذي هو لقاء حتمي لا مفر منه ..

هذا كان حالُ روبرت و آيلا..

لكن بالنسبة لآيلا فروبرت ربما أفضلُ منها حالاً..قليلاً!

آيلا كانت آلة بكل ما تحمله الكلمة من معنى ، الجميع و بدون استثناء كان يدركُ إمكانياتها الرهيبة و قدراتها المخيفة ، المنظمة كانت تحترمها و العالم السفلي كان يمجدها و تاريخها كان يروي الكثير عنها و عن أي وحش هي هذه الانسانة..

حتى طريقة قتلها لضحاياها كانت تمتاز بالوحشية في أغلب الأحيان..

كانت المرأة التي أرعبت ألمانيا لشهرين ، المرأة التي اقتحمت عالم الدمِ بجدارة ، المرأة التي نحتت اسمها في ذهون المئات منهم ، المرأة التي أصبحت محط اهتمام أكثر المنظمات الدولية السرية ، و ذلك لم يكن بدون مقابل...

هي سعت نحو المثالية لدرجة أصبحت فارغة ، بل عذرا.. هي رسمت المثالية في عملها لأنها أساسا انسانة شبه فارغة..و الانسان الفارغ ليس فارغاً لأنه لم يمتلئ فقط..

بل ربما لأنه انفجر في يوم ما ...

الفراغ الذي احتل روحها كان السبب و الثمن في نفس الوقت ، لم تكن انسانة مثالية كما يعتقد الجميع ، و لم تكن انسانة من المستحيل أن تنهار أو تفشل..

بل من يعيشُ نصف ماضيها الأليم ، سينهار كل يوم و سينتهي أمره إما في مصحة عقلية أو في المقبرة.. هذا مؤكد..

لذلك و في منتصف الليل ، كانت تمشي بخطوات متباطئة و أنفاس متسارعة ، بالكاد تحركُ ساقيها و الخنجر ما يزال مغروساً في فخذها الأيسر ، شعرها كان مبعثراً و الخدوش كانت تملئ وجهها و الدماء تغطي كل ملابسها بينما تحمل مسدسين و تمشي بملامح جامدة رغم الآلام التي تجتاحها ..

 سَّـــفَــاْحــةُ المَـــاْفِـــيَاْ ©حيث تعيش القصص. اكتشف الآن