3

19 5 0
                                    

الفصل الثالث،
لـنـا لـقـاء فـى بـغـداد.
____________________

كمْ بَاسِمٍ والحُزنُ يَمْلَأُ قلبهُ
والناس تَحسبُ أنَّهُ مسرورُ

وتراهُ في جبْرِ الخَواطرِ سَاعيًا
وفؤادُهُ مُتصدعٌ مكسورٌ
____________________

مش عايزين ننسي أخواتنا فى غزة، كل اللي بنملكه ليهم هو الدعاء وده أقل ما يمكن أن نفعله، فمتبخلوش بيه عليهم، ربنا يثبتهم ويحفظهم وينصرهم.
"ألا أن نصر الله لقريب"، "وأن ينصركم الله فلا غالب لكم". 🇵🇸🤍
____________________

بسم الله الرحمن الرحيم.
____________________

تلك النسمات الباردة اللطيفة التي تحملها الريح بالساعات الأولي من الصباح تبث السكينة فى النفس، حيث يعم السكون ولا صوت سوى صوت الطيور ورفرفة أوراق الشجر الخضراء، كانت "عنود" لاتزال جالسة كما هي منذ الأمس، تستند بخدها على كفها والهواء يضرب وجهها، خصلاتها السوداء تتطاير بحرية، رغم جمالها الطبيعي الذي يسحر كل العيون ألا أنها مُنطفئة وحزينة، ليس فقط جمالها الخارجي هو ما يسحر، بل روحها وقلبها، تلك الفتاة الرحيمة الصبورة والراضية بما قسمه الله لها، لا تطمع بالكثير، هي لا تريد سوى بعض الطمأنينة والسلام، تريد لو أن ترحل تلك الغيمة السوداء عن حياتها، أن يعود الربيع لها كأنها لم تمر بشتاء بارد قاسٍ أسقط أوراقها وأذبلها، تنفست بعمق وهي تنظر لتلك الطيور التي تحلق بالسماء أمامها، كم تمنت لو أنها تمتلك جناحين مثلها، لكانت حلقت بعيدا مُتناسية جميع أحزانها....

_ عـنـود.

ألتفت لترى أن والدتها قد أستيقظت، نهضت لتجلس جوارها وهي تُقبلها بخدها بينما تقول بأبتسامة هادئة :
_ صباح الخير يا أمي.

أبتسمت والدتها بحب وهي تقول :
_ صباح الخير حبيبتي.

أعتدلت "عنود" لتساعد والدتها بالنهوض، أعطتها عصاها لتستند عليها من جهة، ومن الجهة الأخرى أسندتها حتي وصلت بها نحو المرحاض، تركتها بعض الوقت على راحتها ثم ساعدتها بالوضوء حتي عادت بها كي تجلسها ثانية وتجعلها ترتدي حجابها كي تبدأ صلاتها.

ذهبت للخارج كي تعد فطور والدتها، وبطريقها وجدت قوالب الكعك التي أفسدها لها زوج والدتها ملقاة كما كانت منذ أمس بساحة المنزل، جلست على ركبيتها وهي تجمعها ودون أن تشعر تساقطت عباراتها، فاليوم راح عليها ما كانت تُجنيه من مال مقابل بيعها، غير مجهودها الذي بذلته بصنعها، نهضت بعدما انتهت من تنظيف المكان، ثم أسرعت تحضر فطور والدتها، أنتهت وتوجهت بالحامل المعدني نحو الغرفة مجددا، جلست جوار والدتها تطعمها كما اعتادت وأثناء ما تفعل وجدت والدتها ترفع وجهها بكفها الذي وضعته أسفل ذقنها وهي تقول :
_ ما بكِ ؟ تتجنبين النظر لى حتي لا أرى دموعكِ هذه ؟

#لنا_لقاء_فى_بغداد.Where stories live. Discover now