الفصل التاسع.💙
#لـنـا_لـقـاء_فـي_بـغـداد.________________________
أراكَ هجرتني هجرًا طويلاً
وَما عَوّدْتَني منْ قَبلُ ذاكَاعَهِدْتُكَ لا تُطيقُ الصّبرَ عني
وَتَعصي في وَدادِي مَنْ نَهاكَافكَيفَ تَغَيّرَتْ تِلكَ السّجايَا
وَمَن هذا الذي عني ثَنَاكَا؟!
_________________________بسم الله الرحمن الرحيم.
__________________________ كيف حدث هذا يا بلال ؟ أيعقل فقط بيومان أغيب فيهم عن الفسطاط يحدث كل هذا ؟لا حول ولا قوه إلا بالله.
قالها الشيخ "عُبيد" دون تصديق وبنبرة لائمة تابع قوله :
_ عنود ترحل لبغداد وحدها ؟؟ هذا والله أمر لا يُصدق.تنهد "بلال" بحزن وهو يقول :
_ صدقني يا شيخي حاولت بشدة وبكل الطرق فى إقناعها بالبقاء، ولكنها كانت مُصرة على الرحيل بناءًا على رغبة خالتي صفا.عقد الشيخ حاجبيه فى حيرة أكبر وهو يقول :
_ هذا يعني أن السيدة صفا هي مَن طلبت منها الرحيل ؟هز "بلال" رأسه بالموافقة وهو يقول :
_ لتبحث عن شقيقها زيد، أنت تعلم يا شيخي أن من بعد رحيله عن خالتي صفا تدهورت صحتها كثيرا، لذا هي ترغب برؤيته وأيضا ليكن صدًا أمام محروس وأفعاله بحق عنود.
قال الأخيرة منكس الرأس فلو كان بيده شئ لفعله أو حيلة لإيقاف محروس عن حده مُبعدًا أذاه عن "عنود" لما كان سمح لها بالرحيل بحثًا عمَن سيستطع فعل كل هذا، بدلاً عنه.شعر الشيخ بالحزن البادى على وجه "بلال" فربط على كتفه بقوة طفيفة وهو يقول :
_ لا تحزن بُني، هذا هو أمر الله، ولا دخل لنا به، وأن كان لك نصيب بها، فستعود لك، أما عن محروس فويل له على ما يفعل بحق تلك الفتاة المسكينة، وأنت يا بُني لا تحمل نفسك الذنب وحدها، فجميعا مذنبون بحق عنود، وجميعا يكسونا الخزي والخجل.كان الشيخ يشعر هو أيضًا بالحزن، فهو لم يستطع منع لسان "محروس" من الطعن بشرفها، حتي معاقبته لم يستطع تنفيذها بحكم كونه يعمل بمجلس القُضاة ولكنه وبرغم ذلك لم يستطع فعل شئ طبقا لمه يقوله القانون، فكان الشعور بالتقصير بأمانة رفيقه الراحل يسيطر عليه ويأكل بدواخله.
شرد "بلال" وهو يتنهد بقوة كاتمًا أشتياقه الشديد لرؤيتها بقلبه، يتألم برحيلها عنه خفيًا، ويتضاعف ألمه فى كونه لم يوفر لها الحماية الكافية من بطش "محروس" وظلمه وإفترائه الكاذب بحقها، وأصبح سؤالا واحدًا يدور بقلبه وعقله.
تُرى كيف حالكِ يا "عنود" ؟ وهل وصل إشتياقي لكِ، أم تلك الكلمات التي كتبتها لم تنقله بعد ؟
____________________بعدما أطعمتها تلك المرأة الحنون بيدها وهدأ جوعها الذي كان يقرص بمعدتها، نهضت لتستحم مبدلة ثيابها لأخري نظيفة مُريحة، توسطت الأريكة بعدما أصرت على "جنات" بالنوم بدلاً منها على الفراش، فتلك المسكينة عانت من النوم فوق فراش من الحطب لمدة ثلاثة أشهر.
YOU ARE READING
#لنا_لقاء_فى_بغداد.
Historical Fictionهناك حيث تقف شامخاً والدماء تسيلُ من قلبك لتُعانق يدى. حيث يعرف قلبي خريفه الأول بغيابك عنه،، بتلك الأرض التي أخترتها أماً وأختاً وبيتٍ لك، هناك حيث رافقتَ الليل وحدك وتركتني أطالع النجوم بحسرة.. حسرة رحيلك عني. هناك حيث أنا وأنت والموت يا عزيزي. "ط...