18

24 3 19
                                    

الفصل الثامن عشر
#لنا_لقاء_في_بغداد.
____________
بسم الله الرحمن الرحيم
____________

خرج الشيخ "عُبيد" ومعه "بلال" إلى ساحة المنزل المليئة بزجاجات الخمر الفارغة، و"محروس" ليس بالمنزل بالطبع، كعادته يبيت معظم أيامه فى الحانات ..

وقف وهو يقول بحزن :
_ لا أعلم إلى متي ستتحمل السيدة صبا المرض، ولكن أتمني أن تعود عنود قريبا.

تنهد "بلال" وبداخله يئن بتعبٍ وعجز، فما له حيلة يقدمها لتلك السيدة التي أئتمنته عليها حبيبته الغالية سوى الدعاء، فما حيلته مع المرض ؟؟ هو فقط يخشي عليها كثيراً، يخشي أن يُصيبها مكروه وكلا ولديها ليسا هنا، فهو يعلم أنه ليس فقط المرض ما يُتعبها بل هو فراق غاليتها، فراقها الذي لم تتحمله مثلما لم تتحمل فراق غاليها قبلا، ومثلما هو لا يتحمله أيضًا.

_ متي ستعودي يا عنود، متي ..
نطق بها بلوعة، لوعة الإشتياق الذي تكويه نيرانه، ونيران الفراق معه.

بالداخل كانت السيدة "صبحة" تجلس جوار فراش صديقة دربها الغالية، تقرأ لها من كتاب الله العزيز وتدعو الله بأن يُعافيها ويأخذ بيدها، فلقد عانت كثيرًا، عانت مع زوجٍ ظنته العوض من الله لها ولكنه كان بلاءا، قهرها وظلمها وأخذ من عافيتها الكثير، عانت فقدان ولدها وغيابه عنها، ومن بعده عانت المرض الذي أرقدها الفراش، والآن أبتعدت مَن كانت تهون كل هذا عليها، أبتعدت لتكتمل معاناتها.

_ لازلتِ هنا يا صبحة ؟
نطقت بها "صبا" بوهن وضعف، فمدت "صبحة" كفها تحاوط كف صديقتها وهي تقول :
_ نعم صبا، هل تريدين شئ ؟

هزت "صبا" رأسها بضعف، وسرعان ما تساقطت العبارات من بين جفنيها، تشعر بأقتراب النهاية، النهاية التي ستريحها من كل هذا العذاب ..

_ ما بكِ صبا، لما تبكين ؟؟
نطقت بها "صبحة" بخوف وقد أنكمشت ملامحها بحزن وألم تجاه صديقتها، بينما أبتلعت "صبا" ريقها بتعب وهي تقول :
_ أخشي الموت وحدي يا صبحة، أخشي أن تأتي النهاية دون رأيتهما.

ربطت "صبحة" علي كتفها وهي تقول بمواساة :
_ لا تقولي هذا يا أم زيد، بأذن الله سيعود زيد ومعه شقيقته، وستُرد عافيتكِ فور ترئيهما.

_ لا أظن ذلك، صبحة ..

توغل الخوف داخل قلب السيدة "صبحة" ولم تجد قولاً تواسي به صديقتها، لم تجد غير عباراتها التي سقطت على خديها وهي فقط تربط برفق على كتف صديقتها، تتمني بداخلها أن تعود "عنود"، لا يهم أن عاد "زيد"، يكفي فقط أن تعود الأبنة لتكن جوار والدتها وفى عونها، لربما كانت هذه بالفعل أواخر أيامها ..

___________________

أستيقظ "يامن" بعد غفلة نومٍ سقط بها دون وعي منه، لقد بقي طيلة الليل مستيقظ، جفاهُ النوم، فبقي يُفكر بها، حتي تعبت أفكاره وسقط فى النوم عنوة عنه.

#لنا_لقاء_فى_بغداد.Where stories live. Discover now