#لنا_لقاء_فى_بغداد.

26

الفصل السادس والعشرون.
#لنا_لقاء_في_بغداد.
________________
‏كان جميل الطبع والغيّة
كان حبيبي وكان أرق حبيب ☘️

- فؤاد حدّاد.

________________
بسم الله الرحمن الرحيم.
________________

أقترب "زيد" من قائده "زيدان" وسأل بلهفة.
_ هل رحلت عنود عن هنا ؟؟

قرب له "زيدان" الطعام الذي أحضره له، وقال مطمئناً.
_ لقد ركبت السفينة فجر اليوم.

زفر "زيد" براحة، وأخذ يتناول طعامه بأرتياح، ولكن طرق علي عقله "عائشة"، فتوقف عن تناول الطعام ونظر مطولاً تجاه "زيدان"، حتي أنتبه الأخر وسأله مستفسرًا.
_ ما الأمر زيد، لماذا تنظر هكذا ؟؟

تنحنح "زيد" بحرج، ثم قال.
_ قائدي، هل لي عندك طلب ؟؟

أمأ "زيدان" برأسه، قائلاً.
_ قُل يا زيد.

أبتسم "زيد" ونطق بحماس.
_ هناك خطاب كتبته للسلطانة عائشة، أريدك فقط أن توصله لها، هل هذا ممكن ؟؟

كان "زيدان" قد رأى السلطانة "عائشة" و"زيد" سابقاً بأسطبل الخيول، من بعدها وعلم بشأن علاقتهما السرية، ولكن المؤسف الآن هو أن "زيد" لم يعلم بعد أن السلطانة "عائشة" قد أنتحرت ..

أبتلع "زيدان" ريقه، وحك شعره وهو يقول.
_ في الواقع زيد، الأمور بالقصر ليست مستقرة كما تعلم، ولكني سأحاول أعطائها ما تريد.

أتسعت أبتسامة "زيد" ونطق بأمتنان.
_ أشكرك قائدي.

هز "زيدان" رأسه، وأبتسم بحزن علي ذلك الشاب، ماذا أن علم بموت السلطانة "عائشة" ؟؟ بالطبع سيحترق قهرًا ووجعاً، فراق الأحبة ليس بالسهل، بل أنه ذاقه قبلاً وأنكوي بنيرانه سابقاً، حين تزوجت "ميسون" شقيقة رفيقه الوحيد، تلك المرأة التي ذاق غرامها منذ شبّ علي هذه الحياة، تألم كثيرًا يوم زفافها، بل أنه أدعي المرض ولم يحضره، وكانت مرته الأولي التي بكي فيها بحرقة، لقد خسر أعظم شىء تأمل بأمتلاكه يوماً، لقد كان ينوي علي طلب يدها من "يامن" ولكن زوجها الراحل كان أسرع منه وقد سبقه في ذلك ولم يكن أمامه سوي التسليم للقدر ..

ولكن قلبه لم يُسلم يوماً، لم ينقطع عن حبها، بل أزداد ذلك الحب أضعافاً حين علم بموت زوجها، وتأمل كثيرًا لو أنه سعي لنيلها مثلما أراد، ولكنه علم أن "ميسون" قد أتخذت قرارها وأغلقت قلبها من بعد رحيل زوجها، وأكتفت بتربية صغيرها والعيش علي ذكري أباه، ليذوق "زيدان" مجددًا ذلك الألم، وينقطع أمله تماماً في أنها ستصبح يوماً زوجة وحبيبة له.

لذلك هو يعلم جيدًا مرارة الفقد، لذا يري أن من الأفضل ألا يُخبر "زيد" شيئاً، علي الأقل وهو بذلك الوضع.

____________________

كان الجو يزداد برودة، ولكن النيران التي تغلي بقلبها كانت كفيلة بألا تشعرها بشئ، ها هي تعود مجددًا لأرضها ووالدتها، ولكن محملة بالخيبات، كانت تظن أن رحلة الذهاب صعبة، ولكن الآن أدركت أن العودة أصعب بكثير، هناك بتلك الأرض التي رحلت عنها، تركت بها شقيقها وقلبها، وعادت بالألم والفقد، عادت لتواجه من جديد كابوسها المرعب، زوج والدتها وقدرها السيئ.